- كتب: محمد علي العزعزي
تقع قرية قريع في الزكيرة بمديرية الشمايتين جنوب تعز البالغ عدد سكانها 320 نسمة يعيشون بين الجبال العازلة ويعاني أهلها من ظاهرة الصم والبكم بين السكان لدرجة مخيفة فقد ارتفع العدد الى (71 )حالة بين الجنسين وظهور حالات جديدة لم ترصد من قبل كما يزيد عدد حالات المعاقين لأكثر من (32 ) حالة وعدد الحالات النفسية( 13 ) حالة بسبب الحرب والعوامل الجينية والامراض الوراثية.
هذه القرية كغيرها من القرى اليمنية بحاجة رعاية واهتمام من قبل الحكومة والمنظمات الدولية والمحلية وتقديم العون في كل مجالات الحياة بعد عزلة دامت لعشرات السنين من التجهيل والاقصاء والتهميش بسبب الجغرافيا وقسوة المعيشة وغياب التنمية ومازالت القرى الريفية تعيش حياة القرون الوسطى فلا خدمات ولا تنمية ورعاية واهتمام بالإنسان كونه حجر الزاوية في الاقتصاد.
قريع القرية الصامتة أهلها حرموا من أبسط مقومات العيش الكريم وماتزال في النفق المظلم فلا ماء ولا طريق ولا وقود ولا صحة ولا تعليم ولا كهرباء وهي تقبع في دائرة الإهمال الرسمي ويحتاج أهلها وخاصة الصم والبكم إلى تحسين ظروف المعيشة وبناء مركز تأهيل وتدريب لهذه الشريحة المهمة من قبل السلطات الرسمية والمنظمات الدولية لكي تدخل العصر بعد جفاف العمر وحرمان السنين.
ومع ازدياد عدد الصم والبكم والاعاقات السمعية والجسمية والبصرية فلابد من دراسة علمية لهذه الظاهرة لمعرفة الأسباب الحقيقية لانتشار وتوسع الظاهرة والتدخل الحكومي في بناء مركز تأهيل ودمج هذه الشريحة في المجتمع وتوفير فرص عمل للشباب القادرين على العمل والقضاء على أسباب ارتفاع حالة العنوسة بين الفتيات ومازالت قرية قريع في انتظار دولة الإنسان وانسنة المجتمع بعد السنوات العجاف.