- وميض شاكر
المؤتمر الشعبي العام في مقدمتهم، يليه الاصلاح فالاشتراكي والناصري، هؤلاء هم أحزابنا للأسف، ثلة من القادة المنتفعين الباحثين عن مكاسب شخصية من مناصب وثروات، في حين أن قواعدهم من النساء والرجال والشباب والعمال والفلاحين والباعة والمدرسين أشرف من الشرف وأكرم من الكرم، وقدموا ظهورهم كموائد وافرة يقتات عليها الطرف الأول، فكل القادة الحزبيين ذي أصحاب القصور والسيارات الفارهة والشركات والأعمال التجارية انما جمعوا رأسمالهم من أولئك الطيبين، خذوها هنيئا مرئيا، لكن ادفعوا الضريبة على الأقل.
ادفعوها الان، في هذا الوقت بالتحديد، في وقت الشدة والحرب والفاقة، في وقت الحوثي! هل سمعتم بما فعله الحوثي بالمناهج، وما سيفعله بابنائكم وبناتكم، عفوا فأبناؤكم وبناتكم في الخارج على الدوام، لذا فلنقل بأبناء وبنات من بنيتم أكتافكم على خيرهم، من أكتاف أولئك البسطاء، من أجيال اليمن القادمة، من الأطفال..
هل تحرك كلمة “الأطفال” فيكم شعرة، يا للأسف والعار إن لم تفعل!.
جرت أحداث كثيرة، ومرت علينا أهوال ومصائب وانتهاكات، وفي جميعها كنا نترقب منكم أن تفعلوا شيئا لكنكم جبنتم وآثرتم مصلحتكم الخاصة، حتى أنكم أخترتم لانفسكم أكثر الاماكن راحة في خارج اليمن، في الرياض وأبو ظبي والقاهرة والله أعلم فين، متعذرين بالحاجة للأمان والسلام الشخصي بينما يموت اليمنيون من سوء المآل.. لكن، ما بعد قضية التعليم إلا القيامة.
عموماً، كنتم ولازلتم في الخارج لسبب وحيد برأيي وهو أن تكونوا قريبين من أصحاب السلطة لا الناس، لا من أولياء نعمتكم الحقيقيين.. هناك تقومون بالمفاوضات، هناك تمارسون هواياتكم الدبلوماسية والخطابية، تسعون وراء أحلامكم المخصية أو التي أخصاهم الحوثي، تارة كسفراء مزيفيين أو مفكرين أو مفاوضين أو وزراء أو حتى اعلاميين وناشطين، دون أي خجل مما تفعلوه أو مراجعة أو مسئولية.
تصرفون الأموال على حملات حقوق النسوان وقضايا الاغتصاب في زمن الحرب لأن سيد ما لديكم يسينم على هكذا قصص ويمولها، متناسيين أن قضايا الاغتصاب حول العالم عمرها ما وصلت لا انسي ولا جني للسلطة، ما يوصلكم أو يحفظ لكم السلطة هو الدفاع عن قضايا اغتصاب العمل الحزبي، ولا أدري من فعل بكم هذا: الحوثي أم انفسكم!.
حتى اعلامكم وهو من أهم أسلحتكم في العمل الحزبي بليد بليد بليد وقائم على هوى أسيادكم وسينماتهم الممحونة، أنتم حتى قنواتكم ومواقعكم مليئة بالتهريج والفراغ والأخطاء الاملائية.. وأتينا اليوم نطلب منكم أن تقوموا بدوركم بشراسة للحفاظ على أدنى معايير التعليم لأطفال اليمن، في حين أن فاقد الشيء لا يعطيه، أنتم لا تعليم ولا ثقافة وحتى أعراف ماكو..
جدياً، ليس عليكم أن تحملوا المحف كشواعة الأعراس وراء المبعوث الخاص أو الأمريكي أو غيره، ليس عليكم أن تدسوا كل أنوفكم في ما تحيكه الرياض أو أبو ظبي، ما يفعله مجلس حقوق الانسان بجنيف، مقر الأمم المتحدة بنيويورك، جامعة الدول العربية في القاهرة، أو مجلس ادارة كوكب سبيستون! أنتم دوركم وان كنتم في الخارج هو أن تقضوا مضجع أصحاب السلطة في الداخل، هكذا ستأتي كل مدن العالم والمقرات والمحافل الدولية اليكم، فبدون هذا أنتم فقط شواعة لا أصحاب مصلحة ولا قرار ولا سلطة ولا هم يحزنون..
لملموا أنفسكم يا أحزاب، ابنوا ما تستطيعون بناءه، وبرغم الفقر الذي لديكم من القدرات إلا أنني واثقة بأنكم ستنجحون في صناعة الفرق مدام عينكم على الداخل وضميركم صاحي وقلبكم على اليمن وأطفاله.