- كتب: محمود ياسين
تدفقت صنعاء إلى الشوارع، أعلام وأناشيد وأغان، والأطفال يطلون من نوافذ السيارات وكأنه وأخيرا تم إعلان عيدهم الطفولي للغاية، يبدو الكبار فقط مجرد سائقي سيارات لدى صغارهم المبتهجين بعيد ثورة هم قادتها..
الجميع يحتفل بالسادس والعشرين من سبتمبر، شكل من إطلاق سراح طقس تاريخي اقرب لاحتفالية تسوية بين كل الأزمنة والحقب اليمنية..
وفي المركز وفي صميم وجدان العاصمة اليمنية تم الإعلان القاطع بـ: لا أحد ضد السادس والعشرين من سبتمبر.
المعلن هو السياسة والعقد الاستثنائي، المعلن أكثر تعريفا لشخصية الموجة السخية وهي تكتنف الجميع وتمنحهم وقتا مستقطعا من أزمنة التأويل والضغينة، وتجبرهم على إرجاء كل إلتباساتهم وضروب التوجس والإرتياب.
هناك أحداث ما، من فرط أصالتها وقوتها تنجز تفسيرا مرتجلا وإجابة لكل الأسئلة.
السادس والعشرين من سبتمبر اهدافا ستة خلص الكبار والصغار في عاصمة الجمهورية اليمنية الليلة لكونها عقدهم الاجتماعي والسياسي الناجز والقادر مثل موجة على أن يطمر مخاوف الجميع.
أصوات الأطفال وتطويحات أيديهم أشبه بأمطار دافئة تسقط في أعماق البشر، تسقط في مخاوفهم وضروب استيهاماتهم..
بهجة الأطفال في هذا الحشد المتناغم بتلقائية تترك حسا بالأمان..
مثل ذلك السخاء المتواطئ مع غنائية ونزق رحلة مدرسية، تبدو طفولة الكائن واستجابته لانفعالات العمر الغض والغنائي في آن تبدو وحدها المنهج الانساني القادر على عقلنة الكبار.
شيئ ما من الاستيحاش المتبادل في قلب الدولة والوجود اليمني قد تم تذويبه الليلة.