- كتب: ماجد زايد
عبدالرحمن الغابري أحد أهم الذين سنقيم لهم تماثيل مستقبلية بأهم شوارعنا ومدننا اليمنية، ليس لأنه مصور، كلا، فهو ليست كذلك، بل لأنه أرشيفنا الخاص وذاكرتنا الشعبية والوطنية والتاريخية، ذاكرة عنا وعن حياتنا وشكلنا وعاداتنا طيلة سنوات عقدية فائتة، عقود من الزمن بمجمل تفاصيلها ومضامينها، كنصف قرن من التدوين والتوثيق والأرشفة، الغابري يملك من الصور ما لا يمكننا حصره، عن فترات لم يكن لنا فيها مصورين أو مؤرشفين، كيف لهذا أن يفوت من أحاديثنا وذكرياتنا؟ قال لي ذات يوم: مازال بجعبتي الكثير والكثير من الصور والأحداث والملامح والذاكرة الخالدة، لكنها مازالت تحتاج لبعض من الجهد والتحميض، وقليل من الزمن للإفصاح عنها. كأنه القدر الذي حفظ لنا وللأجيال أرشيف حياتنا وهويتنا وتاريخنا الضائع والمضيع.. أرشيف لا تملكه دولتنا بكل وزراءها ومؤسساتها وجغرافيتها..!
عبدالرحمن الغابري ومنذ الستينات يتجول بكامرته وشغفه وشعوره اليمني النابض بروح من الوطن في كل أرجاء الوطن وأركانه وحدوده البعيدة، سياسيًا، وإجتماعيًا، وثقافيًا، وفنيًا، وبكل المجالات، بقرابة المليوني صورة، عن نصف قرن من الحكايات والتجارب والأحداث اليمنية، هذا لا يحدث ولا يمكن صياغته أو إعادة سرده، لكنه أرشيف وطني يوازي في أهميته كل موروثات البلد وحكوماته المتعاقبة، سلام عليه وعلى كاميرته وشغفه وعدسته التي حفظت عنا نصف قرن من الزمان..
كل الحب..