- عبدالباري طاهر
إهتمام عربي ودولي لزيارة الرئيس الامريكي للمنطقة وللعربية السعودية بعد اسرائيل .
مصدر هذا الاهتمام الحرب في أوكرانيا والتغييرات الدولية، وتشكل النظام الدولي القادم…
وتجيئ أزمة النفط والعلاقة باسرائيل في أولويات الاهتمام الأمريكي، فالنفط العربي والاسرائيلي من أهم الثوابت في السياسة الأمريكية في المنطقة.
لاشك أن المفاوضات مع إيران وتوقيع اتفاقات أمنية واقتصاد في المنطقة ودمج إسرائيل فيها بل وتسيدها لتحل محل الوجود الأمريكي باعتبارها القوة، الامتداد هو الأساس للوجود الاستعماري الأمريكي والأوروبي، وفرض الحماية الاسرائيلية على المنطقة هو الثمرة الكريهة والمحصلة النهائية لتدمير القوة العربية منذ حرب ال ٥ من حزيران ١٩٦٧ فالحرب ضد العراق وتدميرها وتدمير سوريا وليبيا واليمن والسودان غايته تسيّد إسرائيل.
إغراق المنطقة كلها بالحروب والصراعات البينية والاثنية خلق قابلية التسيد الاسرائيلي، لم يكن التحالف القادم بزعامة اسرائيل لمواجهة إيران فحسب، وإنما لقطع الطريق أمام طريق الحرير ومواجهة الحرب في أوكرانيا، والأهم استمرار السيطرة الاستعمارية على المنطقة وثرواتها.
تقبل العربية السعودية بما دون التطبيع مع إسرائيل لأنها غير جاهزة للإقدام على هذه الخطوة وهي تقبل بالتحالف الاقتصادي والأمني مع إسرائيل مدركة أن الخطر قد يكون مصر عبدالناصر أو العراق أو سوريا أو اليمن ولكنه لن يكون إسرائيل.
هدف الزيارة بالأساس حماية تدفق النفط والتحالف الأمني والاقتصادي مع اسرائيل كتمهيد للتطبيع السياسي الذي يصبح شكليا، كما أن الرئيس الامريكي حريص على تحجيم تقارب العربية السعودية مع الصين وعدم إلتزام المملكة باوبك بلس التي تمثل المملكة أهم قطب في زعامتها وترتبط بمصالحها الأهم ومرشحة لرئاستها.
الحلف المتشكل المزمع إعلانه وظيفته الأساس دفن القضية الفلسطينية واستكمال مشروع التفكيك للمنطقة العربية كمعطى من معطيات الحرب، وتوقيع الاتفاق مع إيران لن يطال أمن إسرائيل المسيج بالقوة الامريكية وبتحالف الأنظمة العربية المحمية هي الأخرى بالقوة الإسرائيلية وحقيقة فإن الأنظمة العربية الهشة والرخوة كتوصيف جلال أمين، لاتعتبر إيران الخطر الحقيقي فهي تعرف جيداً ان الخطر الحقيقي هو شعوبها وهو مالا تستطيع حمايتها منه أقوى قوة على وجه الأرض ونماذج الثورات القومية والربيع العربي ماتزال ماثلة وحية.