- كتب : ماجد زايد
الفكرة العامة لمسلسل “لا كاسا دي بابل La Casa De Papel” عظيمة بلا شك ، فكرة
التمرد على السلطة وأجهزتها ورجالها وأذكياءها ، مواجهة التصدي بالتحدي
وأكثر ، هذه الفكرة مستمدة من الأدب الأغريقي.. فكرة النجاة التي تتجلى عبر المواجهة ، الخوف وحياة الجرذان مجرد سير بطيء والتصدي للواقع شجاعة
وبطولة ، وهي في عصرنا تنتنسب ولو جزئياً لمنهجية “بورديو” في الإشتراكية
المعاصرة..
المجتمع والجماهير والشعب يهتفون طيلة الحلقات لعصابة اللصوص..!!
يهتفون لعصابة الشر..!!
هل فكرة الشر واللصوصية عند الشعب من الأمور السيئة..؟!
ماذا جرى بالقيم من أفواه السياسيين والبرغماتيا..؟!
لم يعد الدرس غريباً في عصرنا خصوصاً وقد تداخل الشر بالخير والعكس
وكلاهما بحسب الدوافع لا بصياغة المسميات ، في المسلسل هتف الشعب للصوص
وللشر لأنهم لمسوا عنهم تشاركية حياتية فعلية مصيرية ، شعروا بأنهم ينتمون
إليهم في رغباتهم وطموحاتهم ، رغبة إنتزاع الثروة والتشارك فيها ، ما قيمة
أن يظل الشعب جوعاناً يلهث من الجهد والعمل وبضعة لصوص يلتهمون كل شيء ،
يبحث الناس بشكل خاص والشعب بشكل عام عن أبطال يتصدرونهم ، يمثلون تطلعاتهم وأمالهم المخفية قسرا بالخوف ، يتمنى الشعب أيطالاً شجعاناً وأذكياء
يتمردون ويقاومون السلطة التي تحاول كسرهم وإرغامهم على الإنصياع ، يبحث
الناس في حياتهم عن ملهمين يصنعون المتغيرات ويكسرون غرور الطغاة وجبروتهم ، هي أشارة واضحة ومغزى عميق عن تسيير الجماهير وتحريكهم وكيفية الإستحواذ
على ثقتهم ، الشعب مستعد للوقوف معك أذا لم تحاول أنت الركوب عليه بوجهك ،
الشعب معك بوجه واحد وصرخة واحدة وتضحية لا تتوقف لكنه يريدك في البداية أن تتقدم ، أن تواجههم ، أن تنتصر وتثبت أحقيتك للثقة.
في الموسم الثالث من #La_Casa_De_Papel أبعدت شبكة نتفليكس المسلسل من كونه محصوراً على الشكل الأسباني “المشهور” الى مسلسل بمواصفات عالمية ، لغة المسلسل أصبحت الإنجليزية على خلاف
الموسمين السابقين ، تدريب الممثلين على ممارسة اللغة أخذ منهم جهداً
ووقتاً وهو على ما يبدو سر تأخير الموسم ، لكن وبالرغم من ذلك بقي هناك بعض الممثلين لم يتقنوا جيداً دمج الروج بالعبارات في بعض الحوارات.
أيضاً ولأجل العالمية أقحمت نتفليكس أفكاراً صارت أضطرارية في الحوارات
الجديدة للسيناريوهات من قبيل التعري والمثلية وبعض الدروس الحياتية
العاطفية المتعلقة بالعائلة والشخص وعلاقاته الرومنتيكية ضمن “الواقعية
المفرطة” التي لابد منها في الأعمال الأوسكارية بهدف إعتياد الناس عليها
وتلاشى معيار الخجل من ممارساتها مع الأيام ، يريدون تحويل ممارسات الكائن
البشري الغرائزي أشيائاً لا تحتاج الى جرائة أو تقمص..
مسلسل شيق جداً