- كتب: محمد العزعزي
تعرض الشاب ماجد طه عبدالمجيد الفتيح في عقده الثالث من العمر إلى عبث طبي بمستشفى الأمل (الجيزة) في العاصمة المصرية القاهرة، ما أدى إلى دخوله بحالة موت سريري نتيجة خطأ طبي بعد إجراء عملية القلب المفتوح.
الشاب الأنيق من أبناء حجفات بالعزاعز في مديرية الشمايتين جنوبي تعز ينحدر من أسرة فقيرة كغالبية الشعب اليمني في ظروف الحرب القذرة، انسان طيب ومكافح كان يعمل ببقالة بالأجر الشهري ونصحه الأطباء عدم العمل لانه يتعرض للإجهاد البدني فغير عمله إلى بائع بطاط من أجل توفير لقمة عيش جافة لزوجته وطفليه في صنعاء.
عرض حالته على المستشفى الألماني في صنعاء وأشارت عليه بعدم اجراء عملية الصمام حتى لا يتعرض للخطر، وللتأكد ذهب إلى المستشفى اللبناني ودفع رسوم العملية تسعة ألف دولار على نفقة فاعل خير وفي اللحظة الأخيرة قرر الطبيب الجراح عدم إجراء العملية وأخرجه من غرفة العمليات واستعاد المبلغ.
طه بشكل شخصي تواصل مع طبيب في مستشفى الأمل بمصر فأشار عليه بالسفر وعند وصوله وحيدا، وقع على إجراء العملية فكان الاتفاق على عملية واحدة الصمام لكن الجراح قام بإجراء عمليتين للقلب بعدها لم يفق مدة أسبوع وتبين أن طه دخل بغيبوبة دائمة، وتعرض لجلطتين دماغية بعد العملية فتحول إلى جثة هامدة، واستنزفت المستشفى كل ما لديه من مال مخلفا وراءه طفلين بعمر الزهور ينتظران عودة المستحيل.
مستشفى الأمل تحولت إلى كابوس لكل من عرف الفتيح فهذه المستشفى عبارة عن سلخانة بشرية استنزفت ماله الذي يقدر 10500 دولار وحياته، ولأنه فقد الوعي والحركة، ترصد المستشفى مبلغ يومي يقدر ب8000 جنيه مصري وما تزال فاتورة الحساب تقيد عليه يوميا، حيث بلغت المديونية خلال عشر أيام 45000 جنيه مصري “والحسابة بتحسب” ولا أمل بعودته إلى الحياة.
ونظرا لعدم وجود مرافق معه فقد تدخل طلبة ومهاجرين لمعرفة مصير الشاب، وتواصلوا مع إدارة المشفى والأطباء، وتبين من خلال التقرير الطبي والفحوصات أن الطبيب الجراح أرتكب جناية بحق انسان لا يملك سوى قلبه المتعب والناس الطيبين الذين تفاعلوا مع قضيته، كونه مهاجرا وحيدا ودخل في مرحلة موت وفقدان الأهلية بالعودة إلى الحياة.
أبناء العزاعز تفاعلوا مع هذه القضية الإنسانية بجمع تبرعات، وطالبوا بنقله إلى مستشفى تخصصي حكومي مجاني كما طالبوا السفارة اليمنية تبني قضية ماجد كونه ضحية مافيا الطب، وعليها أن تقوم بدورها بنقله ورفع دعوى قضائية أمام القضاء المصري لاستعادة أمواله وصحته من السلخانة التي تسببت بموت سريري للشاب اليمني، الضحية كغيره من عشرات الحالات التي تتعرض للاحتيال وأملنا كبير بسرعة تدخل سفارتنا لإنصاف ماجد بصفته أحد رعايا الجمهورية اليمنية..؟! ..نتمنى ذلك.