- كتب: جمال حسن
في الموسيقى ارتكبت خطايا عديدة، وإن سألتموني ايها الأكبر: سأعود للمرحلة التي اعجبت خلالها بموسيقى “ياني”.
في حياتي استمعت الى الكثير من الأغاني الهابطة، ولا يزعجني الأمر، كنت
اغني لولاكي، وتظهر فتاة من النافذة، ربما معجبة بطفل شديد الوسامة كنته.
يحتمل هذا الفرح شكلاً صبيانياً لا تحتمل رداءته أي ادعاء، كالتي تفرضه
موسيقى ياني، فرغم سذاجتها تخدع البعض بأنها راقية وربما سامية.
اتذكر زمناً، مرت بي فترة ابدأ صباحي بصوت فيروز كحتمية ثقافية، مع ان جمال صوتها وما يمنحه من عذوبة، لا علاقة له اطلاقاً بالرداءة، غير ان هناك، ولازال، بعض الغلو في صلة موسيقاها بالنخبة المثقفة او المتذوقة.
في واحدة من نزوات اعجابي بموسيقى “ياني”، حاولت التنظير لمعزوفة سخيفة،
انطوى الأمر، آنذاك، عن جهل. في تلك المرحلة بدأت الاستماع للموسيقى
الكلاسيكية وكنت ارغم نفسي عليها، ودربت اذني حتى تمكنت من استساغة تعقيدها البوليفوني والهارموني.
ومع الوقت ادركت ان ياني، ليس اكثر من مهرج
موسيقي، موهبته الوحيدة تكمن في التلفيق؛ دمج انواع موسيقية مختلفة شرقية
وغربية، مزج اصوات بدائية وحديثة، وبالمجمل تفتقر الحانه لأي براعة تكنيكية او مخيلة خلاقة، تفتقر الى ما هو فن.