- عمران الحمادي
أقدمت أيقونة الإنسانية الفنانة الشهيرة “أنجلينا جولي” على زيارة اليمن، البلد الذي يشهد أسوأ أزمة انسانية في العالم في خطوتها كما صرحت بعض المواقع الإخبارية بأنها ستلفت الانتباه إلى الوضع الانساني في اليمن ..وهل فعلا لم يعرف العالم مايحدث بحقنا منذ أكثر من سبعة سنوات.
دمرت الكثير من المؤسسات والمرافق التعليمية وانقطعت رواتب الموظفين وانتهكت أطراف النزاع أسوأ العمليات بحض الضعفاء، أخرست كل الأفواه وتم اعتقال المئات من الصحفيين والكتاب .. غادرنا الكثير من الأكاديميين والمبدعين في اجتماع جائحة كورونا مع الحرب التي تتوسع رقعتها كل يوم.
قتل الكثير من الشباب، وانتحر البعض منهم ونال الإكتئاب من الجميع ‘أضحى الأغلبية بعد تقديم الكثير من التنازلات يعيشون بوجبات يومية متكررة ومع ذلك يعجز الكثير من المواطنيين عن شراء حبة دجاجة فذلك أصبح ضربا من أنواع الخيال.
عفوا أنجلينا عالمك تناسى مايحدث معنا فلقد انشغلت بريطانيا وفرنسا وجميع الدول الغربية بإبرام الصفقات مع دول الخليج لتبيع السلاح الذي حصد الكثير من الأرواح.
عفوا جولي غادرنا الأمل واقتصرت أحلامنا في مرور اليوم الواحد دون أن نقترض من أحدهم خمسة دولار للحصول على كمية الزبادي والخبز الضرورية.
فما الذي سيلتفت إليه العالم وقد مات الطبيب والمعلم والفلاح وهو يشاهد تلك الأخبار العاجلة عله يستريح من هذه الجروح العميقة.
الصواريخ الغربية أحاطت بنا وجماعات الدين بكل أطيافها استحدثت كمية كبيرة من السجون حتى أننا أصبحنا نخاف من الجدار نتيجة المجازر الجماعية التي تطال الضعفاء.
لم يعد اليمن موطنا صالحا للمعيشة .. الشرخ الإجتماعي يتوسع كل يوم .. الأزمات تخنقنا.. تقسمت العائلة وبات الأخ يفر من أخيه لموقف ولرأي سياسي.. لاقضاء ولا محاكم.. لاغاز ولابترول.. لا قوانين تحمينا ، الخوف والهلع وجباتنا اليومية.
فما الذي ستلفتينه للعالم الغير مكترث بنا والمشغول اليوم بحرب روسيا وأكورانيا ، والذي انتهت شعاراته الزائفة أمام مايرتكب بحقنا دون أن يتحرك له ساكن؟
لاشيء طبيعي في هذه الجغرافية ولم يعد المواطن البائس يثق بأي طرف نتيجة الخذلان، تلاشت شرعية دولية وانتهت وذهبت إلى تحقيق المصالح الشخصية للمشدقين بها وبات قطاع الطرق ولصوص الدين يحكمون ويشرعون القوانيين في جميع الأرجاء، أرتفع كل شيء إلى مستوى الخيال وتشردنا نحن الضعفاء فيما البقية استفاد من ذلك حتى أن مبلغ العشرة ألف دولار يصرفه مسؤول في يوم واحد في الرياض والقاهرة وعدن وصنعاء ونحن لم نستطع الوصول إلى مائة دولار واحدة.
فهل العالم لايعرف مالذي يحدث معنا نحن الذين أصبحنا بلا مأوى وبتنا على حافة السقوط نتيجة الاكتئاب بسبب الظروف القاسية؟
هل تستطيعين إيقاف هذا النزييف الحاصل معنا أم أن المال الخليجي سيغطي على محاولتك في اتخاذ أي قرار كالعادة؟!
للأسف أقولها نحن لانثق بأي قرار يصدر من الغرب حتى وإن كان لصالحنا لأننا نعيش في دوائر من القلق الحزينة نتيجة الهلع الذي أصابوا به أجسادنا النحيلة .. إنني لا أكترث لأي حدث أو شريط أحمر يملئ الشاشة يقول بأن حرب اليمن توقفت لأن ذلك لن يحدث وسط كل هذا الفوضى ‘إنني فقط أتسائل كيف أستطيع إيجاد مائة دولار لكي أزور عائلتي في العيد وأصل إليهم بأمان دون التعرض لأي أذى في الطرق الملتوية والغير آمنة فهل تستطيعين تحقيق ذلك لي وللكثير.
عمران عبدالله الحمادي