- كتب: ضياف البراق
عندما نكون مع الله تخلو حياتنا من الاضطرابات ولا يقترب منا الخوف، أدركتُ هذه الحقيقة بعد أن غرقتُ في العدمية حتى كادت تجرف كل معنى من حياتي. فلا بُدَّ من هذا الإيمان لكي نعيشَ بسلام نفسي، وتزهرَ الحياةُ أمامنا. نأخذ من جمال الله ونعطي بعضنا بعضًا، وهكذا نكون نحمي وجودنا من الوحشة والانجراف والاندثار.
قبل كل شيء، أنا لستُ واعظًا ولا لي علاقة بالوعّاظ وأقوالهم، إنما أنا إنسان بسيط يحب الله بروح مستنيرة صادقة وبلا تكلُّف. عرّفني التصوُّفُ على جمال الله، جعلني مستنيرًا روحيًّا، وملأني بمعاني الأمل والزهد والتسامح، وقبل ذلك كنتُ يائسًا من كل شيء. إنّي أحب الله في العشُبِ الأخضر الذي ينبت في شقوق صخرة صمّاء، في القصيدة التي يرسمها طير في الصباح، بمنقاره، على الطين، في ابتسامة طفل يُغنّي سائرًا إلى مدرسته، في أمل شيخ عجوز يفتح قلبه للكون في صلاة الفجر، في عَرَق امرأة صبور تكافح دائمًا، وبرحابة صدر، كي تنقذَ أطفالها من شبح الجوع، أحبه في صعود الراعي إلى رأس الجبل، ونزول المطر الغزير بعد جفاف شديد، أحبه حتى حين أنتقي كلماتي لكتابة نص جميل، وعندما أجدني تائهًا بين حشد كبير من البشر الضائعين فأستغيثُ به وأتنفّس الأملَ فيذهب عني التيه والقلق وجفاف الروح.
هل بحثت يومًا عنه ولم تجده؟ أنا بحثت عنه فوجدته وانتهت شكوكي تمامًا. تقول لي: كيف؟ فأقول: بالقلب النقي نعرفه ونعانقه ونؤمن به. أعطِهِ قلبك يعطِك يده. في أزماتي النفسية الصعبة، لا يبقى معي أحد سواه، إنني أجرؤ على الوقوف أمامه وأنا بكامل ضعفي دون أن أشعر بالذل والضعف، هذا غيض من فيض جماله، إنه يرعاني بمحبته حيثما أكون، وبكل رحمة، يُؤْنِسُنِي في عزلتي واغترابي عن نفسي، يعانقني في اضطرابي وانطفائي، إنني حتى حين أرفضه أجده يحتويني، فإذا رجعتُ إليه بعد انقطاع طويل، احتضنَ شتاتي وحزني بلطفه العميق، إنه يعتني بي في جميع أحوالي وظروفي، وليس ببعيد عني، ولن يخذلني أو يتخلى عن وجودي.
وجود الله حقيقة كاملة وثابتة ولا تطالبوني هنا بتقديم براهين أو تبريرات عقلانية وعلمية، فأنا أحبه وكفى، والإيمان حاجة وجدانية لا غنى عنها على الإطلاق، وهذا ما صرتُ أتمسّك به بقناعة تامة. فحتى حين كنتُ أتوهّم بأنني أتحرّر منه، كان يُلقي برحمته ونوره في قلبي الشقي، إنه لا يتخلّى عنّي حتى حين أنقلب ضده، أغرق في جماليات الفلسفة الصوفيّة فتزيدني حُبًّا له، كذلك أشعر حين أقرأ قصيدة جميلة، أو أستمع إلى قطعة موسيقية دافئة، الفنون كلها تشدّني إلى اعتناق الجمال اللامحدود، فما يجعلني جميلًا يُقرِّبني من إلهي الحبيب.
بلى، أنا مؤمن بالذات الإلهية لأنني أحس بوجودها في أعماقي، ولأنني بلا هذا الإيمان لا أحتمل الحياة، ولا تسألني لماذا أنا مؤمن؛ فالحب لا تفسير له، وإذا بحثنا عن أسباب منطقية لوقوعنا في الحب والعشق فلن نحصل عليها، بل لست بحاجة إلى سبب منطقي ليجعلني أحب أمي أو أحب هذه الحديقة أو هذا النهر، هذه الكلمة أو هذا الكتاب، أحب هذه القصيدة ولا أحب تلك، الحب يأتينا هكذا دون أسباب منطقية، والحب مزروع فينا منذُ لم نكن، ثم إن بهاء الجمال يدفعني وجدانيًا، وبتلقائية، لأن أكون عاشقّا للجمال، مأخوذًا بكل ما له مذاق جميل، رافضًا للقبح بكل أشكاله، أشعر أن الله موجود في أعماقي من قبل وجود الأديان، ومن قبل وجودي، قرأتُ عنه في الكثير من التراث العالمي، وجدتُ آثاره وبصماته في الكثير من ملامح هذه الدنيا، لمحتُ شيئًا من بريق جماله في مكنونات الشعر العميق، في أدب الكفاح واللوحات التشكيلية الباهِرة، بل لمستُهُ ورأيتُه في كثير من تفاصيل حياة أمي إلى قبل موتها.
نعم، قد أكون غيَر متديّن، ولكنّي مفتون بعذوبة الله التي لا تنتهي، تخطفني جميع تجلياته، وإيماني هذا مثل ظاهرة المد والجزر، مرة يفيض ومرة ينخفض، كأن يتقدم الآن، ويتراجع بعد قليل، يومًا يشتد لمعانًا، ويومًا يزداد شحوبًا، لكنه لا ينقطع أبدًا، إنه إيمان من نوع صادق، يُطمئنني ويُقلِقني في الوقت ذاته، ثُمَّ إنّ الحرية التي تتكبر على الله، أو تنفي وجوده بأية صورة، إنما هي حرية خالية تمامًا من المحبة، وهي لذلك حرية عبثية، وتعلن الحرية إفلاسها من الناحية الجمالية، حين تتجاوز حدودها النقيّة، أو حين تصير عدوانًا على الأبعاد الروحيّة للوجود والحياة، فالنور الإلهي ندركه في تلك المسافة التي تبدأ من نخاع الحرية الصافية حتى قمة المحبة الشاهقة.
أمي الراحلة، كانت تُردِّد دومًا عبارتها الدينية البسيطة (الحمد لله)، وربما لم تكن منهمكة بشكليات الدّين، لكنها كانت أعمق إيمانًا، منغمسة في روحانية كونيّة لا في عقيدة سطحية محدودة، وعاشت قريبة جدًا من جراح الناس، لا تعرف الأنانية ولا تدّعي الفضيلة، ظلت تحيا في صحبة الله دون انقطاع، بروح حقيقية مفتوحة على عالم المحبة، ففي لحظات ضعفنا وحزننا وانكسارنا كم نكون محتاجين إلى معانقة الله، وكم نشتهي الراحة والأمان في ظلال رحمته الواسعة، هكذا عاشت تُعلِّمنا النقاء، هي التي تحمد ربها وتعظِّمه في السراء والضراء، في البيت والشارع، في اليقظة والنوم، في كل موقف، فالله، كما عاشته هي، ألطف وأعظم، رحوم كريم على الدوام، وإذَنْ فهو أملنا الحقيقي والأوحد.
الجحيم، أن لا يعود شعاعٌ من إيمان يتوهّج في قلبك أيها الإنسان، أن تخلو روحك من موسيقى الأمل وماء النور والمحبة، أن تنمو في داخلك آفة الجفاء والقسوة والتكبُّر، أن ينبت الشوك في أعماقك بدلًا من زهر المحبة، ثم، مَن قال إنه لا يُحِسُّ بنا أو لا يكترث لنا حين نسأله؟!
فهذا قلبي ينبض بالمحبة، وهو دليلي إلى جذور الينابيع، إلى أنغام الوجود العميقة، إلى نبض الجمال الحقيقي، إلى تلك المعاني الفريدة المزروعة في تلافيف المجهول، قلب العاشق دليله إلى وجوه الحق والحقيقة، لا شيء غير هذا القلب المستنير الصادق يدفعني باستمرار إلى الغوص في عالَم المحبة والانتماء له، فهذا العاشق المتمرد يستمدُّ طاقته الروحية من نبع خالص لا ينضب، من ذاك النبع الذي لا تدركه الأرواح المنطفئة، ولا تراه البصائر العمياء.
شبابيك الحب كثيرة، وكلها باعثة على الإحساس بالدهشة والجمال، إنها تبهجني على الدوام. ومن هذه الشبابيك، أتواصل مع الله، أشمُّ عطره الفوّاح في كل الآفاق النقية التي يفتحها لي الحب النقي، أقف ساعةً في هذا الشباك، أو ساعتين في الشباك المجاور، متأمِّلًا الكون، أطيل تحليقي بين دمع القلب الخاشع، وضوء النجوم المتناثرة في سماء الليل، دون قيد أو تعب، ولا أعتقد أن أحدًا سيسمع صوت بكائي القلبي السعيد لو اقترب مني الآن، إنني ممتلئ بهذا النوع الرفيع من الحب الذي أتذوّق به ألحان الحياة، إنه الحب الذي يضعني في تناغم وانسجام مع الألوان على اختلافها، ويزرع البسمة والحنان في جراحي الداخلية. “فمَن لم يمت بالعشق فهو جِيفَةٌ” يقول مولانا جلال الدين الرومي.
كنتُ، عندما يكتظ جيبي بالنقود، وينتعش قلبي، أي عندما لا أشعر بالضيق والحاجة، كنتُ أنسى الله ولا أعود أذكره! ثم إنّ علاقتي به كانت متقلِّبةً كثيرًا، فعلى الدوام كنت أتخبَّطُ بين الشك واليقين، والظلام والنور، والظاهر والباطن، والحزن والفرح، يُقال: نكران الجميل رذيلة. وهذه حقيقة. ها أنا أتساءل بصدق: هل أنا مصاب بهذه الرذيلة في علاقتي مع خالقي؟
والجواب بالطبع!
لكن الرحمان لا يؤاخذني على هذه الغلطات الصغيرة، فهو لا يُثقلِني بشيء ولا يريد لي أن أشقى. أجل، مشكلتي أنني متمرد بفكري العقلاني أكثر من اللازم، لكن هذا التمرد لا يبتعد بي عن المحبة التي تنهمر على قلبي بفضل الله.
وكنتُ، حين أصبح مُفلِسًا تمام الإفلاس، ويحطّمني الجوع الشرس إلى درجة الصفر، أكفر به من باب اليأس، ولا أنفك أتساءل بتذمُّر:
أين هو من انكساري؟
كيف لا يُحِسُّ بآلامي الداخلية؟
ولكن، حين تنغلق جميع الأبواب في وجهي، ويخنقني الخوف من جميع الزوايا، يبقى لي باب واحد لا بد أن أطرقه الآن وفورًا وبلا استكبار، فذاك الباب الوحيد هو الله، أو سَمِّه ما شئت. الله، أنا أحبه باسمه هذا، أعشق هذه الكلمة التي تطرب قلوب كل البسطاء المؤمنين بها، وتمنحهم كميةً غير محدودة من الشعور بالأمل والطمأنينة، هذه الكلمة التي أجد فيها عذوبة منقطعة النظير. وعندما لا أعود أقوى على شيء، أقترب منه بكل خشوع، أستنجد به فيأخذني برحمته وحنانه بكل سرور! فذات مرة طلبته شيئًا مستحيلًا أو ثمينًا فاستجاب لطلبي في وقته، بل تكرر هذا أكثر من مَرّة، ولا يزال يستجيب لي حين أناديه بصدق خالص، وعندما أختنق بالخوف من المستقبل، أندفع نحوه فتنفرج أزمتي، وعندما أتحطم شظايا، يلمّني ويضمّني..
فالله يحب الأحرار الجميلين، غير المتكبّرين، ومن خلال هذه الحرية النقيّة أجد طريقي إليه، وأتشرّب نوره بقلبي، هكذا أكون معه، قريبًا منه، أو على الأقل أكون ممتلئًا بالطمأنينة التي يغمرني بها إيماني. فلا تبحث عنه في الأفكار والأفلام والأساطير والمعابد، يكفيك أن تكون نقيًا وتحس بآلام من حولك، سوف تعرفه حين تحنو على غيرك، وحين لا يعود بداخلك سوى الحب الإنساني الكوني الصافي، الله هو ذلك الصوت العميق الذي تسمع صداه في أعماقك ويدفعك إلى نحو الخير.. والنقاء لا يعني أن تكون مؤمنًا أو ملحدًا، إنما معناه أن تكون إنسانًا حقًا وحسب. فالشخص النقي لا يسألك عما إذا كنتَ مؤمنًا أو ملحدًا، فهذه المسألة لا تثير اهتمامه، إنما ما يثير اهتمامه هو الحب، وبالتحديد ذلك الحب الذي يجعله إنسانيًا تجاه العالَم كله. والعاشق إذ يحب الله، لا ينفصل عن الطبيعة؛ لأنه ينتمي للكون كله، ومن صميم قلبه، وهو لذلك لا يكره من يخالفه في العقيدة، أو الرأي، أو الإيمان، ولا يلهث فقط وراء الماديات.. إنك تعانق الله عندما تصبح إنسانًا طيِّبًا، مع نفسك من جهة، ومع غيرك من جهة ثانية، ومعنى العناق هنا، هو أن تحب الحياة بحلوِّها ومُرِّها، أن تصبر دون يأس، أن تقنع بما لديك دون رفض، أن لا تكره ولا تحسد أحدًا، أن تناضل باستمرار لنشر رسالة المحبة في العالم، أن تتعب من أجل إسعاد غيرك.
نعم، إيماني مَدٌّ وجَزْرٌ. أحب الخالق ولا أخافه خوفَ الجاهلِ من الحقيقة؛ فالجمال لا يُخيفني ولكن يغمرني بالبهجة والأمان، أنا ما يخيفني ليس الله، وهو مُطْلَق الجمال والرحمة، إن ما يخيفني هو قُبْحُ المتعصِّبين من حولي، أنا أرتعب من فكرة أن يصير قلبي غير قادر على الحب.
أنظر في شغف وإعجاب إلى جمال الغيم الخلّاب، وأنادي عليه أن يحملني إلى خالقي العظيم، فيحملني إليه على الفور. بيني وبين الغيم والمطر علاقة عشق حميمة تبدأ من سنوات طفولتي الأولى. وعندما أغيب عن الله، سرعان ما ينتابني الشوق إلى معانقته، فأذهب إلى شجرة خضراء في حديقة حارتنا، ومن خلالها أصعد إليه، بأجنحة روحي، فأعانقه بمنتهى الشغف، وأرقص بين يديه وأنا سعيد ومندهش كطفل محظوظ. زهرة صغيرة بمجرد أن أنظر إليها، أو ألامسها بأناملي، تأخذني إلى حضرته، تدهشني قطرة ماء وتأخذني إليه دون أن أتكلف ذلك. أنا أعشق هذا الوجود العظيم، بهذه الطريقة البسيطة. زقزقة العصافير الراقصة في الصباح، توقظني من يأسي، تنتشلني من حالة الشعور بالعدمية، وتزرع في روحي نور الله. عندما أرى الحقول تكتسي بالزرع والحشائش، تزدهر أعماقي بالإيمان، ودائمًا من حولي أشياء جميلة تلهمني إلى وجهه الأكرم، فأؤمن بوجوده الحق، بقناعة تامة وسرور كثيف.
الذي يعيش بنقاء، وينعكس نقاؤه على أفعاله وأقواله ويتجسّد ذلك في سلوكه مع الناس، فهذا مؤمن بالله ولو كان ملحدًا بنظر أهل الدين أو بنظر نفسه، فحيثُ نجد النقاء، هناك ينبت في قلوبنا حبُّ الخالق. “إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم”، فالمؤمن إذَنْ هو المخلوق النقي، أجل، إنه ذو القلب السليم، سواء أكان ينتمي لدين أم بلا دين، بل إنّ الملحد الذي لا يدوس على كرامة أحد، ولا يتسلّط على غيره، فهذا قريب إلى الله، وليس ملحدًا في نظري، فالله يفضّل هذا الحر المُسَالِم على ذاك المتديّن الذي يصنع الأذى بغيره. يكون الله معنا حين نعيش بنقاء وبلا أقنعة كاذبة. الحب يجعلنا أنقياء حيثما نكون، والأنقياء ليسوا متعصبين ولا خبثاء؛ فهم لا يعيشون إلَّا بالحب، والحب دينهم الأسمى. حتى الحرية تعني أن نكون أنقياء، متسامحين، متعايشين بمحبة خارج كل الانتماءات الضيّقة والتعصُّبات الكريهة. الجاهل متعصِّبٌ، إما لدينه أولحزبه أو لعرقه أو لأي شيء تافه أو باطل. فأنا الآن متعصب إمّا لخرافة أو لفكرة ما أو للعبث، لا ريب أنني متعصب لشيء ما.
فهل سألت نفسك يومًا لماذا أنت متعصِّب؟ وما يمنعك من أن تكون نقيًّا؟ أتريد أن تعانق الله حقًّا؟ إذَنْ، وببساطة، تخلّص من داء الكراهية والتعصب الأعمى.
وبالطبع، لست أدّعي معرفة الله، ولا أنا برجُل دين يكذب على العوام، بلا حياء، فيصدّقونه على الفور؛ لفرط بساطة وعيهم العادي. في الماضي، أحيانًا، كان يصيبني اليأس من كل شيء، اليأس حتى من الله، وفي الحاضر الراهن، وقد أصبحتُ عاشقًا مؤمنًا، ها أنا أقف بمنتهى استغرابي واندهاشي لأتساءل أمام نفسي: من ذا الذي ييأس من روح الله؟!
يا إلهي، أنا أعرف أنّي لستُ مؤمنًا بك بالمستوى المطلوب، ولكني أُحِسُّ وجدانيًا بأني ذائِبٌ فيك حدَّ التفاني، وها أنا أقرأ كتابًا صوفيًا رائعًا عن جمالك الخلّاب، فترقص روحي على إيقاع عظَمتك، ساكِرًا حد الثمالة من فرط البهجة الدافقة إلى داخلي. كل مشهد جماليّ في هذه الطبيعة الفسيحة المترامية، يأخذني من صميم قلبي إلى أبعدَ من وجودي المحدود، ويزيدني التصاقًا بما وراء هذا العالَم من قوى غير محدودة.
في حزني وفرحي، في أملي ويأسي، في حضوري فيك وغيابي عنك، سأبقى أحبك، سأنغمر بفيضك، وأسكر منه، وأبتسم للحياة، سأحمدك بكل شغف، فأنا لا أتساءل عمّا إذا كنتَ موجودًا أم غير موجود، كلا، وإنما أتساءل عما إذا كان قلبي طاهرًا أم لا، وعما إذا كانت حياتي شريفة أم دنيئة، إن هذه النافذة الصغيرة المفتوحة في غرفتي لتعرفك أكثر مني، وهذا الباب يعرفك أيضًا، كل الأشياء تعرفك دون شك، وحين أمارس الكتابة، يشتعل شيءٌ من نورك في قلبي، فأراكَ وأعانقك إلى الأبد.