- محمد سفيان
صَدَّقْتَهُم، يا شَعْبُ، فاشـربْ أدمعَكْ
وامــلأْ بِـنــــارِ الـغَـيْــظِ ذُلًّا أَضْـلُـعَــكْ
وبَسَطْتَ كَفَّـكَ -طامعًا- في عونِـهـم
فَـأَتاكَ مـنهـم شَــرُّ مـا قدْ أَطْـمَـعَـكْ
.
“حَـيَّـا بَـهُمْ” ورَمَــوْكَ فـي أكفانِـهـم
ونُـبِـذْتَ -وحدَكَ- نازفـًا ما أوجـعَـكْ
سـلَّمـتَـهُم غَضَـبًا خرجْتَ بـهِ، ولـمْ
تُـحْـسِـنْ رعـايتَهُ؛ فـكانَ مُـضــيِّـعَـكْ
ونَـسِيـتَ في حُـمَّـى انفـعـالِكَ أنَّـهم
شُــرَكاءُ مَـنْ كـأسَ الـمَرارةِ جرَّعَـكْ
“واسـتَبْغَلُوكَ”، فـكنتَ بَـغْـلًا بارعـًا
الـلَّـهَ – يا شـعْـبَ الـهـوى- ما أَبْرَعَـكْ!
وتقاسـمُـوها بـيـنـهـم، وتخـاصـمُـوا
وتَصـالحوا!، وبقِـيتَ تَأكـلُ أُصبُعَـكْ
والـثَّائـرُونَ -الأَمْـس ِ- أيْنَ بُكـاؤُهـم؟
ضحكوا عليك،
فأَينَ أنتَ؟
ومَنْ مَـعَـكْ؟!
صـدَّقْـتَهم،
والـيومَ تجْـني غَـدْرَهُم
مَنْ ذا سِواكَ، سواكَ أَغْرى مَصْرَعَكْ؟
….
أَعَلـيكَ أبكي؟! كمْ بَكَـيْـتُ، وهـا أنـا
الْـيـــومَ أَبكـي مـنـكَ حُـلْـمـًا ودّعَـــكْ
يا شَــعْـبُ، لا تَـأْمَـلْ بِـعـيـشِ كرامـةٍ
مـا دُمْـتَ للأحْـــزابِ تَـرْفَــعُ أَذرُعَـــكْ!
مـادمـتَ في كـهْـفِ الـجهـالـةِ راكـعـًا
وعلى مـزاجِ الـرّيحِ تَأْخُذُ مَضْجـعَـكْ
َّحتى مـتى تسخُـو فُـجَـاءاتُ الأَسَـى؟
ومتى تَـثُوووورُ، ولا تُداهـِنُ بائِـعَـكْ؟
وطَــــنٌ بـلا وجـــهٍ، يـسائـلُ حــائِـرًا
يا صُبحُ، أَيْنكَ؟ أَيْنَ ألْقى مَطْلـعَـكْ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــ