- عبدالحكيم الفقيه
(1)
لملمت ذاكرتي لكي أقوى على التحديق من بهو الزمان
لعلني ان القمتني يد الغيوب فطائر الرؤيا
وأروتني بماء الأمنيات
سأقرأ الاّتي على شجر التأمل فاكهات
أو عصافير تفكر في فضاءات الجهات
أظنني ايقنت أن الأغنيات
طرائق شتى ولكن الأنين هو الأنين
(2)
لملمت ذاكرتي
وأشعلت الحنين
وعدت بي
لأرى الغبار مشتتا فوق الدقائق والسنين
كأنها مابين مهدي صوب لحدي
لحظة تبكي
ويرتجف الرنين
(3)
يأايها العمر الحزين
الناي والأوتار والمزمار والعود المقوس
والقصائد والجرائد والدموعْ
هل الحياة هي الرحيل من المهود الى النعوش
من البيوت الى القبور
هل الحياة هي الخروج الى الرجوعْ؟
كأن كل الكون وهم
والحياة هي الكمين
(4)
حاولت أن اتصيد الفرح المهرول كالغزالْ
حاولت أن ارنو الى السحب الكثيفة والغيوم
الى التخوم
الى النجوم
لعلني احظى بميقات الجمالْ
حاولت ان أتأمل المطر المعطر
كيف يفعل بالرمالْ
حاولت ترتيب البنفسج والندى والياسمين
ولم أزل أتأمل الدنيا
وأحلم بالسعادة
لم أزل كالطفل
أركض خلف بالون يزركشه اليقين.
(5)
لملمت ذاكرتي
فأرعبني أمير المؤمنين
خبأت ذاكرتي
فمزقني خطاب الحاكمين
أيقظت ذاكرتي
فأنعسها شخير النائمين
ان الجبال أرق منا حين أشفقن
ولكنا الظلومون الجهولون حملناها الأمانة
حين أودعها الأمين
يا ليتني حجر على قبر
لعلي استقيل واستكين
يا أيها اليأس الذي ملأ المجرة بالأملْ
من أين نبدأ ما العملْ؟
(عنقي على السكين)
هل نبقى نسفسط:
(كيف يدخل من خلال الخرم للابرة مليون جملْ؟)
لا شأن لي ان كان برجي الدلو
أو (ان الذي خلق النمور هو الذي خلق الحملْ)
(عنقي على السكين)
لكني أحاول أن أقاومه وأحلم كي اعيشْ
وأصون أعشاش العصافير الصغيرة
كي تطير وريشها ما زال ريشْ
وأظل مرجا كي تؤدي النحل رقصتها
ويبتهج الطنين
ونظل نحلم ثم نحلم ثم نحلم
فالرغيف يجيء من برق ومن غيم
ومن طين ومن حقل
ومن عرق ومن عقل
ومن ماء يحوله السنابل والعجين
(عنقي على السكين)
يبدو الكون مثل السجن
لكن الفضاء الحر يخلقه السجين
- 3-12-2003
بونا الهند