- ريان الشيباني
يجب أن تلقي مسألة انتحار الشاب فيصل المخلافي الضوء على مسألة الاكتئاب، خاصة في ظرف الحرب. الوصمة المتعلقة بهذا المرض تؤدي بشبابنا فيما هو أكثر ترويعا، في ظل عدم وجود مسؤولية اجتماعية، واندثار دولة اليمنيين، وتسيد الأوغاد عليها.
إن من شأن الضغط النفسي الذي يولده الوضع العام، أن يجعل الشباب في حالة من التيه والضياع وعدم الشعور بالجدوى، إلى جانب أعراض أخرى يجب الانتباه لها، ومن ذلك التوتر والشعور بالقلق الشديد، أو ارتفاع الهاجس الأمني إلى حدود الجحيم ومن ثم الرغبة في الموت.
كل هذه مؤشرات، تعطي انطباعا على أن الشخص المصاب بها يجب أن يتوجه إلى أقرب استشاري نفسي، لا أن ينتظر أن تتفاقم حالته أكثر.
لم يعد المرض النفسي في ظل الحرب يخص ضحاياه فقط، أولئك المعلقون على أشجار قلوبنا، وإنما تخص المجتمع بأكمله. أكثر من ثلثي الشعب الأفغاني مصنفون بحسب الأمم المتحدة مرضى نفسيين بسبب الحرب، ولذا ليس من المعيب أو الوصمة أو المستغرب أن يكون نصف الشباب اليمني قد تلقفته أمراض الحرب وعوارضها، المعيب هنا، أن يستشعر الفرد ما هو عليه من التيه والضياع، فيترك نفسه فريسة لأوهامها، خشية مما يمكن أن يقوله الناس.