.
- كتب: خلدون العامري
لم اقرأ الكتاب بعد لكنني أعرف النص المفتوح ومجنونه..
النص المفتوح: هو النص الذي ألغي الأجناس الأدبية في البنية، وهو الذي يمزج الحكمة بالجمال بالفلسفة بالدهشة، ملئ بالايقاع ومشحون بالومضة والشذرة، وهو نص ذو قراءات متعددة.
وأما مجنون هذا النص، فهو الجميل ضياف البراق، نعم انه جميل، فجمال الكاتب صياغة الجملة بقالب جديد، بمفردات جديدة، وهذا هو ضياف، الذي تأتي نصوصه بمضامين وأشكال جديدة، يرى في اللغة احساس، وفي كل كلمة يضع طاقة روحية عظيمة، وهو بذلك يؤسس مدرسة أدبية جديدة ويضع المداميك المتينة لهذا الجنس الأدبي الواعد (النص المفتوح) وهذا هو الجنون.
مبدع، صادق فيما يكتب، ومؤمن بما يتبنى، ومن هنا جاء الإبداع؛ لأن لا قيمة للكتابة إن لم تكن صادقة.
ضياف مجنون النص المفتوح شاعر وسارد، حاضر وشارد في آن، إذ ،يكتب يتفجر، إذ يعشق يعشق حتى الموت، هو المتصوف الذي يعيش في أعمق الاشياء، وهو البسيط في اقترابه من الناس، وهو العدمي أحيانًا، أو حين يضطرب الوجود في داخله أو حين ينكسر الأمل في قلبه.
إنه لا يتصالح مع نفسه ومع الأشياء؛ ثائر، يعيش مثلما يكتب، ويكتب لا لكي يعيش كما يقول، بل يكتب كي يَقطعَ الزمن قبل أن يُقطّعهُ.
ضياف نزعة انسانية عالية ذاك ما أجده في مواقفه العفوية وستجدون ذلك في كتاباته. قال لي مرة ” أنا مدمن على التمرد والرفض، لا استقر على شيء، أحب التقلب”. وكتب ذات مرة أنه شديد الغموض حتى في أشد وضوحه. من يعايشه سيعرف هذا بالتاكيد.
يكتب بشراهة وشغف كما يدخن تماما. يلتهم الموت قبل يلتهمه الموت، شغوف بالرقص، والكتابة عنده هي الرقص، الرقص العميق مع الحياة والموت معًا. لايكتب إلا النص ذو القراءات المتعددة. ولا ينشر كل ما يكتب.
هذا مالتمسته فيه عن قرب اذ تجمعني به صداقة عميقة فأنا صديقه الذي يحبه وهو الصديق الذي يلازمني.
كتاباته أسئلة، ليس سطحيًا ولن يكون، يؤخذ عليه أنه يكتب البؤس، نعم شرس حين يكتب بكآبة، ومع ذلك رقيق المفردات؛ من الأشياء يصنع الدهشة ويسكنها، سريع النقلات يستطيع أن يحول حزنه إلى عالم صاخب من الكوميديا.
هو لا يدعي.
إنما هو ينتصر للحقوق والحريات، صقلته المعاناة صقلته الكآبة والكتابة، هو الفنان يعرف الهاوية ويعيش علي الحافة، يعيش صراع مع ذاته ومع العالم.
اكتب بقناعة تامة عن صديقي الذي احبه وهذا رأيي فيه، لي صداقه عميقه به واستطيع ان اقول اني الأقرب إليه.
ضياف الأكثر ذاتية:
بسيط لا يحب التكلف معتز بنفسه يظهر بواقعه رغم ان له متابعين من مختلف العالم العربي.
زاهد عن الشهرة وقبل اصدار هذا الكاتب فهو يكتب في العديد من المنصات الأدبية وفي مجلات عربية عريقة لكنه لا يستعرض ذلك على صفحات التواصل الإجتماعي؛ إنه شديد الثقة بنفسه.
عفيف لم يوظف قدراته الضخمة في خدمة توجه معين ولم يرتهن إلى أي جهة رغم سيل العروض وتوالي المغريات من مختلف المؤسسات المحلية والإقليمية.
معتمد في حياته على نفسه لا أحد يعطيه، انسان لا يفكر بالمال كما يفكر بالكتابة والفن والجمال. في هذا الشهر سيحتفل بالتخرج، سيحتفل رغم مكابدة الشح وعواصف الحرب، متحدِّيًا المعاناة واليأس، منتصِرًا للمُستقبَلِ المُشرِق المرسوم في ذهنه المُتقِد والمحفوظ في صميم قلبه الكبير.