- محمد سفيان
أُحاولُ الـبحثَ عنّي، أينَ ألـقـاني؟
كأنّـمـا رِحْـلــةُ الـفُـقـدانِ قُـرآنـي
أصحو فأذكُرُنـي، والقلبُ يُنكرُني
ولا ســبيـلَ إلى شُـــطـآنِ نـسـيـاني
أُريدُ مـا لـيسَ يأتيـنـي، فتَحملُني
كما تـشـاءُ على الأمــواجِ أحــزاني
وأُقـنِعُ الـنّفْسَ بالأحـلامِ مبتسمًا
ومـا تبَـسّــمَ إلا وَهْـــمُ حـــرمــانـي
يُـراودُ الـيـأسُ أنـفـاسي، فأطــردُهُ
فـمَـا لَـهُ، كلّما راوحْـتُ غــادانـي؟!
مَـن ذا يُحِـسّٔ بأشـتاتي، فيَجـمعَني
أوْ لا..، فيُعْفِيَني مِن وعْظِهِ الشاني!
يـمُوجُ في دَمِـيَ الإنـســانُ، أينَ لَـهُ
في عالمِ الطّينِ ما يُدْعى بإنـسـانِ؟!
تشـابهتْ كلُّهـا الأسـمـاءُ، واتّـفَـقَـتْ
ولا مـعـــانيَ إلا في الأسـى الـقـاني!
..
…
مَنْ أنتَ؟! عاصـفةٌ تـشـتـاقُ هَدْأتَها
ومـوطنٌ، ضَلَّ عن عيْنَيْهِ عـنواني
وأُمّـةٌ، أَدمنَتْ في الصحْـو سَـكْرتَها
ومـا يــزالُ بـهـا دِيـني وكُـفـــرانـي
.
مَنْ أنتَ؟ قُلْ: شاعرٌ، أوْ بعضُ لعْنتِهِ
أوْ ثائرٌ، وقـوافي الـشـعــرِ طُـوْفـاني
ولـستُ أُبْـرئُ نـفْـسي مِن ضَـلالـتِهـا
إنْ كانَ صدقُ الهوى قيْدي وسَجّاني
بـعْـضي يُسـائلُ عنّي بـعْـضُـهُ، وأنـا
كُـــلٌّ يُـعـانــقُـهُ كُـلّـي بـهـجــــرانـي!
جرّبْتُ أنْ أدّعـي رُشْدي، فضقتُ بهِ
وكـانَ أصـدق حـالـي: أيـنَ ألـقــاني؟!