- يحيى الحمادي
مُت لِتَحيا، و”جاوِرِ الخوفَ، تَأمَنْ”
وارجُ أَمنًا، خِلَافَهُ سوف تَضمَنْ
واسأَلِ النّاسَ حاجةً، تَلقَ منهم
ما يُنَسِّيكَ أَنهـم مِنكَ أَحسَن
وادفعِ الظُّلمَ، لن تَرى في الضّحايا
مَن يُواسِي؛ وحَرِّرِ العَقلَ، تُسجَن
كُلُّ مَن ثرتَ دافِعًا عنه ظُلمًا
سوف يأتِيكَ ظالِمًا إِن تَمَكَّن
كُلُّ حُبٍّ مَنَحتَهُ سوف يُبدِي
فيكَ نَقصًا وثَغرةً لا تُحَصَّن
ليس بين العَقِيقِ والبَعرِ فرقٌ
في عيونٍ بَريقُـها قد تَعفّن
كُلُّ شيءٍ بضدِّهِ صار يُؤتَى
كُلُّ ضِدٍّ بضدّهِ صار يُقرَن
واجتنابُ الصَّوابِ في كُلِّ أَمرٍ
صار أَولَى مِن الأَذى فيه والمَن
في زمانِ التفاهةِ النّاسُ إِمّا
جاهِلٌ، أَو مُجَهّلٌ، أَو مُهجَّن
لا تُحاجِج بعقلِكَ؛ الجَهلُ أَقوى
حُجّةً في زمانِهِ مِن.. ومِمَّن..
أَو تُحاوِل -بِمَنطِقٍ- دَفعَ وَهمٍ
إِنَّ لِلوَهمِ سَورَةً لا تُخَمَّن
حكمةُ اليومِ: إِن تكن دون قَرنٍ
لا تكن مِن دجاجةِ البيتِ أَجبَن
وادَّرِع مِن شماتةِ الناس وَجهًا
معدنيًّا، ولَاقِهِم سَيِّءَ الظَّن
واتَّقِ الطَّعنَ.. صاحبًا أَو عدوًّا
إِنَّ مَن لا يُحاذِرُ الطَّعنَ يُطعَن
أنتَ إن لم تُخالِفِ النّاسَ تُجهَل
أَو تُبادِر بكَسرِهِم سوف تُطحَن
فالقضايا بأَهلِها قد تُعادَى
والنوايا بعَكسِها قد تُبرهَن
منتهى القولِ: إِن تكن صرتَ خَصمًا
للشّياطينِ، فانقَرِض، أو تَشَيطن
أَو تكن صِرتَ شاعرًا في زمانٍ
مثلِ هذا، فلا يكن منكَ أَخشَن
يا زمانَ السفاهةِ الشّعرُ يأبى
أَن يُساوَى بِلَاقِمٍ أَو مُلَقَّن
يا زمانَ التفاهةِ الشعرُ أرقَى
يا زمانَ التهافُتِ الشِّعرُ أَثمَن
يا خَيَالَ المَآتَةِ الشِّعرُ أَنقى
منكَ وَجهًا، وماؤُهُ ليس يَأسَن
واليقينُ الذي حَوَى لا تُساوي
خَطرةً منه، أو صدًى لم يُدوّن
والخلودُ انتماؤُهُ، إن تَأَذَّت
منه نَفسٌ على الأَذى لم تُوَطَّن
إنما المرءُ بالذي سوف يَبقَى
لا بجثمانِهِ الذي سوف يُدفَن
كيف أحيا مُجرَّدًا مِن ضَميري
في زمانٍ جَمادُهُ قد تَأنسَن!
إِن يكن لا امتِنانَ لي مِن زماني
فالزّمانُ الذي يَلِي سوف يَمتَن
عادِنِي ما استَطَعتَ، أَو كن حَليفي
فاغترابي احتمالُهُ فيكَ أَيقَن
كان عندي مِن المُنى مثل غيري
غير أني اكتَفَيتُ بالحُبِّ والفن
إنّ أسخَى السُّخاةِ في كل عَصرٍ
مَن يُغنِّي لغيرِهِ وهو مُثخَن
… . يتبع