- ضياف البراق
لم أقرأ بعد روايته الأولى: نزهة الكلب. أما السبب فلأنني لم أحصل على نسخة منها، ولأنني لم أطلبها منه شخصيًا، مع أنه عزيز جدًّا على قلبي، وكريم على سليقته.
لكن، ولحسن حظي، ها أنا أقرأ روايته الجديدة: الحقل المحترِق.
إنها تُدهِشك وتُمتِعك من صفحاتها الأولى.. تخطفك إلى فضاءات جديدة، وتغمرك بروعة تفاصيلها المثيرة.
في هذه الرواية المفتوحة أمامي، سوف نجد روائيًا بارعًا، له نسيجه الأدبي الخاص، خاصة في فن السرد.
بالطبع، لا أستطيع الآن التكلم عنها على النحو الكافي الذي تستحقه. ثم إنني لستُ ناقدًا أدبيًا.
كل ما ينبغي أن يُقال هنا، هو أن هذه الرواية جديرة جدًا بالقراءة والتفاعل النقدي.
ريان، كاتب موهوب ومجتهِد معًا، ولذلك، يتطور على نحو تصاعدي مستمر. وللتأكُّد من حقيقة أنه كاتب يمني متفرد، فلنقرأ نثره وشعره المستمرّيَن في التدفُّق والتقُّدم والتصاعد والنضوج.
حقًا، إنه يتجدد ويكبر على نحو متواصل.
وأحبه جدًّا، لأنه يغامر، يزدهر، يدخُل بشفافية إلى أعماق الحياة.
ثم إنه فنان تشكيلي له أعماله التي تشهد له بالتميُّز.
أمّا على المستوى الشخصي، فهو إنسان ممتلئ باللطافة والحيوية والجمال والصفات النبيلة الأخرى.
فكره عميق، وقلبه كبير، وقلمه عميق.
وأحبه، أيضًا، لأنه شاعر حداثي جميل، قدير على الابتكار الشعري الجديد، فيكتب لنا شعرًا صافيًا، يدهشنا به، ويروي عطشنا الداخلي بمعانيه العميقة.
ريان، يكتب بروح إنسانية عالية، مستنِدًا على عقلية متوقِّدة، مفتوحة، واعية بالأشياء وعيًا عصريًا عميقًا.
إنه يكتب كي يُحرِّرَ نفسَه، ويُحرِّرَنا بحرّيته الصادقة..
يكتب ليغمرَنا بجمالات روحه وعقله ولغته النظيفة.
هذا كاتب مُغايِر، مُباغِت، أنيق وحقيقيّ، شكلًا ومضمونًا.
إنه الكثير من فاخِر النبيذ، الكثير من العطاء الممتاز.
عالَمٌ جماليٌّ واسع، ضوؤه لا ينضب.
أعانقك كثيرًا يا صديقي الثلاثيني الجميل..
وأنتظر منك ما هو أبعد من هذا المدى البعيد.