- مصطفى راجح
صنعا اليمن ثانية.. وقد كانت خاتمة باهية ومبهجة لجولة أشبالنا المنتصرين.
جولة المنتخب كسرت حاجز الحرب ، وذكرت اليمنيين أن إنتمائهم واحد ومصيرهم واحد.
لا أوهام لدينا ولا ننظر للحرب من زاوية رومانسية ، فالحروب والصراع ملازمة لتاريخ البشر والمجتمعات ، غير انها ليست إلهاً يعبد ويقدم كل شيء كقرابين على مذبحه.
بإمكاننا تخفيف حدة الصراع باحتفالات وطنية جامعة كهذه.
بإمكاننا تبديد حمى المتحمسين لكسر كل الروابط ، وتذكيرهم ان بعد الحرايب عافية ، ومن فروسية المحارب ان لا يخوض حربه وكأنه لم يعد يربطه شيء بالواقفين خلف المترس المقابل.
كل الأمم تخوض حروبها الأهلية وصراعاتها ، غير ان الإيغال في تكسير روابط التعايش هو فقط سمة لطور الهمجيات البربرية القديمة ، وحاشا لليمنيين ان يكونوا من بقاياها.
تحاربوا ، لا بأس ، ان كان لابد منها ولا تستطيعون تفاديها ، فقط حافظوا على صلاتكم وروابطكم وانتماءكم المشترك لليمن.
وما فعله المنتخب ، وجولته الاحتفائية ، مناسبة مهمة لتذكر هذه الحقائق ، والهمس بها في كل أذن : نحن شعب واحد ، ومصيرنا واحد وانتماءنا واحد ، ولا بلد لنا ولا ملجأ غير اليمن ، فلا تدعوا لحُمى الصراع ان توغل في تقطيع روابطكم وصلاتكم كمجتمع.
تقطيع روابط المجتمع اليمني وصلاته والايغال في تعميق الانقسامات والشروخ والتشظيات ، يخدم مخططات اعداء اليمن في الخارج ، ولا يخدم أي يمني ، أيا كانت جبهته ، وايا كان مذهبه ومنطقته وحزبه وانتماءاته الجزئية.
خذوا الرسالة من أشبالكم الأبطال :
تحيا اليمن
بالروح بالدم نفديك يا يمن