- محمود ياسين
لمن أقولها : هابي كريسماس ؟
لا يهم لملامح من وان تكون أنثى أو للعالم المسيحي .
راقني أن أهمسها ، مع إيقاع ” كريسماس ” جذابة الكلمة هذه وتترك حسا بالتأنق
لقد تمدنت في حالات أذكرها الآن وكأنها لعبة كرة قدم أجدتها ببدلة رياضية لونها قريب من وعيي الباطن بمراهقتي وهي تنشد الكمال ، تذكرني كريسماس بفتاة تجيد الانجليزية والفرنسية والألمانية وهي متمردة غالبا أثناء ما تلقي آخر عقب سيجارة من بين أصابعها ولا ترد التهنئة فهي تراها شكلا من التراجيديا المناسباتية وتناقض شعرها المجعد هكذا دون اهتمام ومناقضة عملية الرد لما تكرس وجودها لمحاربة أشكال البيروقراطية والغراميات المستهلكة ، فتاة من بنات أفكاري أغويتها بمفاقمة حس التمرد واللامألوف حتى تمردت على المكان المخصص لها في ذهني وغادرت دون أن تبادلني ” هابي كريسماس” وقبل أن أتمكن من تحويلها لشخصية روائية ، هي تجد الأمر شكلا من الاستغلال بجشع كاتب لا يكف يتقرب للفن بجثث المارة .
يبدو العالم المسيحي فكرة مرتجلة هو الآخر ، وكيف يلقي أحدنا التحية الأنيقة هذه على عالم غير متحقق عمليا من كونه لا يراني ، ولايكترث هذا العالم المسيحي لمايظهره مسلم ما لا يعرفون عن بلده شيئا ولا يمكنهم تصور الأمر بوصفه شكلا من الدماثة واللياقة ، ذلك انهم لم يعودوا مسيحيين حتى ومن الباهض للغاية محاولة التودد اليهم بهكذا مشاركة في مشروع ” لسنا متعصبين تماما ” .
هابي كريسماس لك انت لحظة كنت طيبة القلب ، وبعدها سأفرغ لإدانتك كماهو معتاد ،فأنت الغرب المبهر الذي يحتفل دون أن يتذكر ولو لوهلة أن يبادر عالمي بكلمة آسف لكل ما تسببت به لك ، لم يعتذر ولو على سبيل الحفاظ على سمعته الإنسانية ، ناهيك عن مجانية القاء التحية على محتفلين غارقين في الصخب والبذخ العاطفي العابر بينما انت لا تحتفل في حقيقة الأمر .
المتزوجون الشرق أوسطيون من نساء متدينات سيكون عليهم إرجاء تهنئة كهذه فهي ستعزز تهمة انسلاخهم عن العقيدة وماشابه وهكذا تهنئة ستكون إضافة لقائمة اتهامات في مرافعات إدانة يومية تنشد معاقبتك على كل مااغفلته من صلاة وما أدمنته من أغان لا تخلو من مسيحيات متبرجات جلبتهن من أقاصي الغرب إلى البيت ، نساؤنا يفهمن فقط تهنئة رمضان وعاشوراء مثلا ،
بالنسبة لقاسم فقد اشترى قطعة قماش قطيفة وغادر إلى جبلة حيث تسكن خطيبته وتمضي الوقت في انتظار عريس لديه وايت ولا يبدو أنه سيكون عريسا حقا ذات يوم فهو مستمزج كلية لشخصية الخاطب الذي لا يكف يمنح هدايا من نوع ” زنة قطيفة ” او ” كيلو هريسة ” ناهيك عن ذلك التبرم من أن لا أحد يهدي فتاة يحبها ” محلب جبن بلدي ” ، أخبرها في التلفون ” هابي كريسماس ” ولم يخطئ النطق فلقد تمرن جيدا بخلاف العام قبل الماضي ، لحظة ان قدم لها الهريسة مغمغما : هابي نيو أير .
قالت : الله يلعنك
لم يكن يقصد او انه خطط لتلميح جسدي أوراسي ، هكذا يسميه ” اوراسي ” فهو مؤخرا قد دأب على تثقيف نفسه أكثر على سبيل التودد لشخصيتها القارضة للكتب .
وصلتني الآن : هابي كريسماس من حساب بإسم : زهرة الحتارش .
هابي كريسماس ياسيدتي ، هذا سخاء بالغ أن يخطر لك تهنئتي بعام جديد لا يذكرني بشئ غير أنني اتقدم في العمر ويسقط من ذهني كل من اود لو قلت لهم : هابي كريسماس .