- عبدالرحمن بجاش
صمت إلى الأبد ، رقمه الذي كان يصل بيننا ، نسمع بعض ، نسال عن بعض ، نتلمس احوال بعض ، صمت الرقم الذي كان يصلني بأجمل مخلوق اشتغلت معه ، كلمته ، عرفت كيف يفكر، حكى لي عن سبب أن لقبه يسبق اسمه !!!..
كلما اكتب شيئا ذا بال ارسله اليه ، فيأتيني تعليقه ، فأحس بأن ذلك الإنسان مفعم بالقدرة على الحب ، النقد ، الملاحظة ، قدرة على الضحك في أحلك اللحظات …ويشهد الله انني عندما كنت مديرا للتحرير، كنت اطلب من الشئون الادارية ألا يقتربوا من المقالح عبد الكريم ” لانه فنان ” ، دعوه يأتي متى ما يشاء ويذهب متى ما يشاء …وكان لا يقصر، فيرسل مواده على البعد من وادي القياضي الى الصحيفة في الجراف ….مواده متميزة ، يكتب بعمق ، يتأمل ويكتب …
وحين عصفت العاصفة بكل شيء ، أختفى ، بحثت عنه حتى وجدته ، قال لي وبطيبة لا توجد في الكون : ” شاكلمك ، لكن لاتكلمهم ” ، مادريت أضحك أو كيف افعل ، قلت : حاضر لن أتكلم ، قال هامسا : حصلت على عمل في مدرسة قريبة مني وتديرها فتاة خلوقة وهي من عندكم من قدس ، وقالت أنك ابن الشيخ ، قلت أنا سأصمت ، وابن الشيخ يعدك بالاتصال الدائم …وهذا ماكان ….
أول اتصال مني يااالله كم ارتاح وكم ظل يشكر، قلت انا من يفترض أن أشكرك لأنني أظل على انسانيتي كلما أتصل فيك تو القاك ….
لم ننقطع حتى وجدنا انفسنا منقطعين ، لا ادري لم …هل هوالملل الذي يسيطر على اليمني سريعا ؟؟!!!
اخرلقاء صباح معرض هالة الزريقي ، سلمنا على بعض ، لاحظت انه حليق الذقن ..مبتسم كالعادة ، اختفى بين الجموع …تهت تنا الآخر بين أيدي الزملاء والاصدقاء …عدت ابحث عنه ، لم أجده …
حتى هذا الصباح لمحت اسمه وصورته في الفيس بوك …تبلدت مشاعري …والى اللحظة لم استوعب فعلا ان المقالح عبد الكريم فارقنا إلى الأبد …
لله الأمر من قبل ومن بعد .