- ريان الشيباني
إلى ج. س/ 07، ذكر.. النصب الرخامي الذي أقامته الدولة
وجَدتْ فيه دائرةُ الإحصاء
إنساناً لم ترفع رسمياً أية شكوى ضده
وكل تقارير سلوكه تتفق على إنه كان
قديساً لكن بالمعنى الحالي لهذي الكلمة
فقد خدم الأمة في كل مجال
وإذا ما استثنينا الحرب
فقد أفنى سنوات العمر يعمل في مصنع
ولم يُطرد من عمله قط لغاية يوم تقاعده
بل أرضى أصحاب العمل شركة (فاج ش. م) للسيارات
ومع ذلك كان يناصر كل قضايا العمال
ولم يكُ يحمل أراء مختلفة
وتفيد تقارير نقابته أنه كان يسدد كل ديونه
(تقرير الدولة حول نقابته يثبت صحة ذلك)
وقد وجد المسؤولون لدينا في مكتب علم النفس المجتمعي
أنه كان يتمتع بالشعبية بين الزملاء ويعجبه كأس شراب
ورجال الإعلام لدينا مقتنعون بأنه كان يبتاع من الصحف واحدة في اليوم
وأن ردود الفعل لديه تجاه الإعلانات هي في كل الأحوال طبيعية
وبوليصات التأمين المسحوبة باسمه تثبت أنه كان مشمولاً بالتأمين
وبطاقته الصحية تظهر أنه أدخل في إحدى المرات المستشفى وخرج سليماً ومعافى
ويؤكد كل من مركز أبحاث الإنتاج ومركز رفع مناسيب العيش
أنه كان مقتنعاً جداً بمنافع أنظمة التقسيط
وكان لديه كل ضروريات يحتاج إليها الإنسان العصري
فونوغراف، مذياع، ومجمدة وكذلك سيارة
وباحثونا في استطلاعات الرأي العام مقتنعون
بأنه كان يعتنق الرأي المتناسب مع ذاك الوقت من العام
حين يحل السلم فهو مع السلم وإذا ما نشبت حرب شارك فيها
تزوج وأضاف خمسة أطفال للسكان
ويقول عالم تحسين النسل إن العدد يتناسب مع كل أب من جيله
وتفيد تقارير مدارسه أنه لم يتدخل قط بأنظمة التعليم
أكان ترى ينعم بالحرية وسعيدا؟! سؤال لا معنى له
فلو كان هنالك خطب لطرق ذلك بالتأكيد مسامعنا.