- محمد هائل السامعي
للحماس ،والهتّاف مع المهاجل الشعبية ،انجاز مضاف ،يخالط الفلاح اليمني ،والشغيّلة من العمال البسطاء ،بين العرق ،والجهد ،بالاهازيج، والمهاجل ،التي قد تخفف عنهم ، كثير ،من المعاناة والإجهاد ،في ترويض كل شيء ، مع الاعمال الشاقة ،بقصد تسهيل الحياة ،فبالمهاجل والاهازيج الشعبية،يحصولوا على الحماس الكبير ،ومنها ترفع معنوياتهم عنان السماء ،وتنجز أعمالهم فوق المعقول ،وتردد اهازيجهم الشعبية وتراثهم المتطور باستمرار ، حتى في قطع الجبال مشي على الأقدام، حامليين مونات الحياة من الاثقال ، في تحدي للصعاب،و للتضاريس الطبيعة ،وآخذين بيد، يمن ،الحضارة والتاريخ، في إصرار وعزيمة فولاذية إلى المجد والشموخ والبناء..
ومع أن كل ،منطقة ومحافظة من محافظات ، اليمن ،لأبنائها لحنهم الخاص والمتفرد ،لتراثهم المختلف ،الى حد ما،والمتشابه ،الى حد ما في ،مع بعض مناطق اليمن ،ولا أحد يستطيع إنكاره أو فصله ،عن هوية اليمن ، هكذا يستمر تلاحين تراث شعبنا اللامادي ،من الاهازيج والزوامل والمهاجل ،ولكل شهر من شهور السنة الميلادية -السريانية ،يكون الأهازيج “المهاجل” الخاصة بذلك الشهر ،المرتبط بالتوقيت الزراعي ،والتغيير المناخي الملائم ،لحتى يكون الهَجَل المناسب لذلك التوقيت الملائم للزمان والمكان ،واذا فكرت في الكتابة عن بعضها،كأمثلة ،في مقالي هذا،سيتغير الحال،من مقال ،سأحتاج الى كتاب ،والى وقت أكبر .
وحتى انتهاء موسم الزراعة، لا ينتهي الهَجَل ،والهزج الشعبي ،بل يستمر ويتطور ،وهنا مايدلل على ارتباطه بالإنسان الاصيل ،وبلاشك، فاهازيج ومهاجل الموسم الزراعي ،تكون غير ماهي متداولة ، في فصل الشتاء الأجدب ،حتى في حال ،ان شاب ،يقوم بعمل ،ويردد من الاهازيج والزوامل ،والمهاجل الشعبية بغير ميعادها،قد نجد الاباء الاوائل من الفلاحين، والحافظيين للكثير من هذا التراث الشفهي،يستنكرون ،يغضبون ويرفضون ترددها في ذلك التوقيت،مقدسين تنسيقها ،وترتيبها ،كل شهر من اشهر الزراعة مهاجلها الخاصة كما لكل فصل من فصول السنة ،من موروث شعبي من المهاجل والأهازيج البديعة ،والمشوقة ،والذي تحمل غالبيتها ،أسرار كبيرة ،تحتاج لأوقات كثيرة لشرحها.
بانتهاء الموسم الزراعي، في ريف اليمن الجميل ،في المناطق الجبلية ،يحل الشتاء ،وتتمخض الأرض ،مع نزول البرد ،وتستمر الأرض في دورتها السنوية ، يردد الشغيلة من العمال والفلاحين،مع ممارسة أعمالهم في أيام الشتاء،النهار بوقته القصير ،هناك في ريف ،عدن ،بالحجرية ،بالاخص ،مهجل مسائي يقولون فيه :
قلبي به الشجنّ الليل
عليك يا عدن الليل
ليلك ليل عيّد الليل
يا ساكن زبيد الليل
بمعنى أن رحلتهم الحالية ،مع حلول فصل الشتاء وبسط نفوذه كفصل من فصول السنة ،بجوءه البارد ،يقودنا الحنين،الى مدن اليمن الساحلية ،لإعتدال الجوء، فيها شتاءاً ،ويتجه الغالبية ، من العمال ،والشغيّلة البسطاء إلى عدن ،للنشاط والعمل،المدينة الاولى في اليمن،الى جانب غيرها من مدن اليمن التاريخية ،كمدينة زبيد، لليل عيد فيها، هذه الأيام طقس تلك المدينة المعتدل في الشتاء،ولكونه في تلك الفترة لا يربطهم بالريف،اي شيء، وخاصة في المناطق الجبلية الوعرة سوى البرد القارس الذي يضاعف الجوع والتقشف ،يدل هذا على أن اليمن ،بلد متميز ،متنوعة في المناخ ،ويمكن لرحلة الشتاء و الصيف ،ان لا تتجاوز حدود اليمن ،البلد الجميل المعجون أبنائها بطيبة أرضها ، بجبالها ،ووديانها ،وسهولها ، وسواحلها وريفها وحضرها ،وحاضرها وماضيها ومستقبلها.