- عبدالرحمن بجاش
دلفت إلى الصالة ، كان الهرج والمرج على أشده ، ألتقيت الرجل الذي أحترمه ويجمع الناس على محبته واحترامه ” علي مقبل غثيم ” ، سلمنا على أهل العريس واتجهنا نحو العريس، بدأت الفلاشات تلمع ، لكن صوتا جميلا أوقفها ” النشيد الوطني ” ..
صدحت موسيقاه حتى توقف كل في مكانه ، تولتني قشعريرة أجتاحت كل كياني ” رددي أيتها الدنيا نشيدي” ، لاحظت دمعة تترقرق من عيني أحد الواقفين أمامي ، كان يتأهب للسلام على العريس نجل الصديق الأعز محمد رسول ، أحسست ببرودة تبينت أنها ناتج العرق الذي هطل من جسدي ، كانت لحظات مفعمة بالشعور بعنفوان ترديد كلمات الفضول ” ردديه وأعيدي وأعيدي ” ، يا الله كيف تحس بالوطن في لحظات الفرح وعندما تبكي فرحا مضاعفا تولى قاعة القمة من عند العريس إبراهيم إلى البوابة الخارجية..
حسيت بيد تربت على كتفي ، كانت يد علي مقبل غثيم ، كان كل من في القاعة كأن على رؤوسهم الطير، أيقنت أن الثورة والجمهورية تسري في دماء الناس ، ويا فضول لروحك المجد، ويا أيوب لك حب هذا الشعب ..
فعل بي النشيد الوطني مالم يفعله بي أي شيء ، كان تأثر الناس واضحا جدا ، ودموع كثيرين تغرورق بها عيونهم .. أحسست بالإطمئنان ..
ومع النشيد أحسست بالارتياح الشديد للرائحة التي تأتي من صنعاء التاريخية ، ففي البوابة التقيت وسلمت على صديق العمر عبد اللطيف وآخرين ، وكلما شاهدت وجها صنعانيا أحس بالحنين لأزقتي وجدران منازلها صنعاء التي أعرفها زقاق زقاق وشارع شارع ، وكم أمقت من يشوهون وجهها بالاستحداثات وتغيير الأبواب والنوافذ وإدخال مادة البلك ، وكم أنا غاضب على من بنى مبنى الأمن القومي في مكان ليس مكانه..
لحظات عرس بيت رسول كانت ممتعة ومحمد رسول يستقبل الجميع كما هي العادة بكل الحب الصنعاني،
ودمت يا نشيد المجد نشيد الوطن اليمني .
لله الأمر من قبل ومن بعد .