- كتب: محمد سفيان
لا قداسة للغة العربية بأنها لغة القرآن الكريم، بل لأنها تميزت بذاتها الغنية الثَّرَّة بجمالها في دقة التعبير عن أي معنى، بسلاسة ووضوح، وإيجاز مبهر، لا يُخِل بالمُراد، بل يطلق في مخيلة قارئها وسامعها دلالات، تحلق به في توالد المعاني، واستشفاف آفاق الغوص فيها، من دون تعقيد، ولا صعوبة.
وليس أصدق ما تقدمه أمةٌ ما تجاه لغتها في الاعتداد بها من استعمالها في التعبير والكتابة، والسعي الدؤوب في تطويرها، بما يتواءم مع تقلبات الزمان والمكان، لا حصرها في المورث فقط، وهو لا شك، مرآة باهرة لجمالها وفرادتها، لكنها تبقى به لغةً مُتْحَفِيّة، ما لم تواكب عصرها الزمكاني، وذلك ما لا يتأتى إلا بالإيمان بأنها لغةٌ، تمتلك الكثير من القدرات المذهلة في خلق المفردات الجديدة، وتنويع أساليبها المدهشة في البيان، والتأثير، والإقناع!
عندما يعشق قوم لغتهم،
فهم بذلك يجعلون الإبداع بها أقلَّ ما يبدونه تجاهها من إعظام، واحترام لجلالها وسموها.
ولا أجد خير خاتمة لهذه الإضاءة المختصرة عن عجالة خيرًا من مقولة:
” اللغة بالأدب، لا بالنَّسَب.”!
18 سبتمبر 2021م