- كتب: محمد هائل السامعي
الغالبية ،من أبناء شعبناً المكلوم ،أصبح مهتماً بالرياضة،مع خبر تصدر منتخب بلده ،وغمرته الفرحة،مع فوز المنتخب،الوطني للناشئين لكرة القدم، في بطولة كأس غرب آسيا لهذا العام ،هكذا نعلم ،ربما تعصّب لصالح بلدك الأم ،او تفاخر في فوز منتخب بلدك ،او فرحة تستحقها لنسيان ألم ،الحرب والفقر ،والفساد والتشظي والتناحر ،الذي يُنهك هذا الشعب ويدمر حاضره ومستقبله .
نعرف جيداً،الكثير من الأندية ،والفرق الرياضية والمنتخبات ،في اليمن ،تشكي ،من الإهمال ،والنقص الكثير من الدعم المالي،والرعاية والاهتمام الكافي ،حتى أصبحت خسائرها شماعة ،تعلق عليها خيبات نتائجها السيئة، فالفساد ،والفشل وصل حتى الهئيات الإدارية للأندية الرياضية ،وميزانياتها البسيطة ،التي لا تجيد تصريفها بشكل لأئق، ومنها يصنع منتخبات غير قادرة على المنافسة في الوصول إلى الصدارة .
في حال ،ذهبنا ،للبحث عن سر تّصدر منتخبنا الوطني للناشئين،وحصوله على كأس بطولة دوري أبطال غرب آسيا للناشئين، في هذا الموسم ، ربما سر نجاحه في الهئية الإدارية الناجحة،في المدرب الناجح ،الكابتن /قيس محمد صالح ،خريج إلادارة والاقتصاد ،كما يوحي منشور الدكتور واعد ياذيب ،على فيسبوك ،بأن الكابتن، درس الاقتصاد،والذي توج هذا الإنجاز العلمي ،لربطه بالرياضة ،وحصوله على الماجستير في التربية البدنية والرياضية،لتجتمع المهارة البدنية، مع المعرفة بوعي اقتصادي ،والشعور في الانتماء لبلد طيب.
ويعد ممارسة النشاط الرياضي ،مهم، اقتصادياً ،على مستوى الفرد والدولة، فهو يُحسّن بشكل كبير من قدرات الفرد الصحية،والبدنية ،ويطيل في عمره الإنتاجي ،وترفع من كفاءة المواطن ،وتحفظ إلى حد كبير من معدلات الاستهلاك ،في كثير من مستلزمات الحياة الأساسية .
كما يفهم العالم المتقدم ،بان الرياضة ،لم تكن مجرد نشاط ترفيهي ،بل هي الكفيل في تنشيط الاقتصاد ،ووسيط للدفع بعجلته إلى الأمام، وقد أثبت الاستثمار فى المجال الرياضى النجاح ،المبهر في البلدان المتقدمة ،ولم يكن تبذرير أو بذخ وتفاخر تلك الدول ،في شراء لاعب ،بكم من ملايين الدولارات،وتصرف لهم رواتب ضخمة ،فهي عبر هذا المجال ،وبواسطة هذه الأندية ،تسوّق لشريكاتها العملاقة ،وتجني الكثير من الأرباح ،من خلف هذه الأنشطة والفعاليات ،التي نهدرها في بلداننا العربية .
وقد نلاحظ كثير من الدول ،تضع في موازنتها ،نسبة مئوية محترمة لدعم الرياضة، على عكس بلادنا،اليمن ،وحكومات شعبناً ،التي لا تولي اي اهتمام بالرياضة ولا بغيره من مجالات رفد اقتصاد البلد ،وتنمية موارده ،فقط لو سخرت ،مورد كالواجبات والضرائب لدعم المجال الرياضي ،في بناء منشأت وساحات ومعسكرات رياضية ،وتمويل لدعم الفرق الرياضية ،ستحقق كثير من العوائد المالية الضخمة لصالح البلد،والرياضة تشبه إلى حد كبير السياحة،ربما قليل من الاهتمام ،بالمناطق الأثرية والتاريخية،وحفظ الأمن ،و نسبة من الإيرادات العامة لو ذهبت لدعم هذه القطاعات ،ستدعم اقتصاد البلد بالكثير ،من العملات الأجنبية،وستدفعه إلى النهوض إقتصاديا.
لم تكن الرياضة ، من اهتمامات علم الاقتصاد ،من سابق كما هي الآن ،فقد توثقة علاقة الاقتصاد بالرياضة أكثر خلال العقود الأخيرة ،وتعد الرياضة اليوم أحد فروع الاقتصاد الحديث ،وبلا شك لا يمكن للرياضة أن تعمل بنجاح في غنى عن الاقتصاد ،وعن المال ،والإدارة ،التمويل ،والمنافسة في تحقيق الأرباح،وميزانية من المصروفات والنفقات ،إضافة إلى أنها قد ساعدت ،في نهوض و نمو اقتصاديات بعض البلدان،وتعد رافداً ،من روافد اقتصادياتها ،ومصدر من مصادر الدخل القومي،لبلدان ،تهتم بالرياضة،وتحقق من خلفها ،مكاسب كبيرة .
ختاماً : كلاعب وطني ،يجب أن تحترف ،سواء في الرياضة أو في السياسة ،او في السلك العسكري والامني ،او في مختلف المجالات ، أنت كناشئ ،يجب عليك ان تتفنن، وحين تحقق نجاحات لصالح بلدك،أنت تصنع تاريخك بنفسك ، فقط ماستحققه لصالح بلدك ، سيكون منهج ودرس لكل الوطنيين ،وهو ما سيتعلمه الأجيال من بعدك، ولهذا علينا نحن جيل اليوم أن نتعلم من منتخبنا الوطني للناشئين،وكيف قاتل ،ودفآع وتنفنن في لعبه وحرّس ،شباك بلده ،ليحقق النصر ويصنع فرحة غابت لدى أبناء شعبه منذ سنوات ..