- ضياف البراق
ها نحن نبكي فرحا، إننا نستحق الأفراح الكبرى، ها شعبنا في الداخل والخارج يتنفّس أملًا جديدًا.. ما أجملَ شعبنا إذ يغنّي ويرقُص.. ما أروعَه عندما يتوحّد ويعانق بعضه بعضًا..
لأول مرة في تاريخنا الكروي نحقق نصرًا عظيمًا كهذا النصر، فما أعظمَ منتخبنا المقاتِل الساحر وهو يغمر شعبنا كله بسيول عارمة من الفرح التاريخي!
لدينا منتخب لا يوصف..
إنه منتخبنا الذي حطّمَ كل العراقيل والتحديات، واخترق أصعب المستحيلات، فانتصرَ في جميع المباريات، انتصاراتٍ مستحَقة تجلب لنا الفخر والبهجة والشموخ والأمل الكبير.
بالطبع، بهذا المنتخب المكتمل بروعته، الخطير بكفاحه العظيم، بك يا منتخبنا الناشئ قد هزمنا يأسنا وآلامنا وجراحنا وها نحن نتراقص فرحًا كأننا أطفال سكارى!
نحن شعب عنيد متجدد خلّاق للحياة مثل طائر الفينيق، هذا شعب لا يموت مهما قست عليه الظروف أو خذلته الأيام أو دارت عليه الدوائر الحاقدة، إنه شعبنا الذي يركض نحو المستقبَل الجميل، متحديًا شتى المؤامرات والحروب، ولن يتراجع إلى الوراء.
شكرًا كثيرًا لهذا اليوم اليماني الفريد، والمجد والخلود لكل دمعة فرح يمنية تسيل الآن رافعةً راية العشق للوطن.
لأول مرة في حياتي تغمرني فرحة حقيقية وعميقة كهذه، ها أكاد أجن لفرط فرحي الغزير!
نحن اليمنيين لا تكسرنا الهزائم ولا تستحيل علينا الانتصارات، فحينما نحشتد من أجل النصر، ننتصر حقًا. ولن نكون مهزومين في كل شيء بعد اليوم، نعم بالطبع لسنا ضعفاء ولا نفتقر إلى المواهب الذاتية الحقيقية، والقدرات المكينة، وإنما نفتقر إلى رجال دولة يحترمون شعبهم ويخلصون له.
واجبنا الوطني المقدّس تجاه لاعبينا هؤلاء، أن ننحني لهم حبًا وتقديرًا وعناقًا، ونرفعهم فوق رؤوسنا، ونفخر بهم مدى الحياة، وأن ننجب المزيد من مثلهم ونررعهم في كل ميادين الحياة.
والآن دعونا نسكر بفوزنا حتى الثمالة البعيدة..
دعونا نرقص الليلة ونحتفل في كل بيت وشارع وميدان ومنصّة، هيا نعِشْ فرحتنا في كل مكان، فنحن لم نولد إلا لكي نفرح ونزدهر.