- محمود ياسين
لما نراجعكم بلغة هادئة وعقلانية لا يعني اننا قد تقبلنا ما انتم عليه .
هي يمن جمهوري والحكم للشعب ، الآن وغدا وبعد غد وحتى يرث الله الأرض وماعليها .
الحل الوحيد لنا ولكم وللبشر والحجر انكم تذوبوا في قوة الدولة اليمنية وليس العكس .
وهي معادلة حياة لن تتوازن بهذه التركيبة ، ولن تهدأ البلد او تجد طريقا للاستقرار طالما بقيتم متمسكين بمعضلة المعضلات التي هي ” الولاية ” وحقنا من عند الله حصرا .
العقل اليمني لن ينسجم مع هذا الشرط القاطع والفادح ، ولقد حدث أمر كبير أربك الجميع وترتبت حالة من فقدان الخيارات ، وهذا هو مايجعل من تقبل سلطتكم كأمر واقع هو شكلا من انتظار تسوية ستأتي يوما ولا يعني انه انسجام وتقبل لانهائي لهذا الشكل من الحكم ومن محاولة محو الذاكرة الوطنية ، كونهم أظهروا فقدان الأهلية تماما لا يعني أن تلك النخبة بفشلها قد منحتكم صكا بالأهلية الكاملة والبديل المقبول .
أنتم الآن بديل لفكرة ” تعميم الفوضى ” وقوة تمسك ببقاء الدولة كفكرة وليس شخصية ومنهجا سياسيا ، بقاء المنطقة المركزية والنواة الصلبة مسألة اضطرار ، ولقد فقدت الشرعية التفهم الكامل لفكرة الإضطرار فالاستعانة بالعدو ليست اضطرارا ولا يمكن تقبله ، وبين اضطرارين أحدهما نخبوي مرفوض والآخر شعبي متفهم ، سيظل الناس ينتظرون حلا وتسوية تصلح للجميع وضمان جمهورية دولة الجميع ، وهذا هو الشرط الشعبي القاطع ، ولن يتغلب عليه شرط قوة مهما بدت في حالة تمكين وظروف مواتية .
الشرط الشعبي هو من يربح في النهاية ،فقط كم ينبغي على هذا الشعب أن يخسر بعد ، في طريق شرطه الإنساني المنطقي والمنسجم مع ما أصبح عليه وعيه ، ومع نمط الحكم في عالم وإن انهارت معادلته مؤخرا إلا أنه حتى وهو يبيع السلاح للملكة ويسمح ببقاء بلادنا بؤرة نزاع وسوق سلاح إلا أنه لن يتقبل هذه الفكرة ولن يعترف آخر المطاف دولة كهذه التي تفصحون عنها في كل مناسبة .
فقط من يملك القوة والعقلانية لتخطي الشروط المريرة والفادحة مذعنا لمنطق الأمور وليس العكس بقسرها على الإذعان في لحظة اختلال موازين داخلية وخارجية .
في رواندا تواجد قائد من التوتسي وقام بضرب كل الأمراء القادة المحفزين للمذابح بين التوتسي والهوتو ، وقال : رواندا فوق الجميع .
ذلك هو المنقذ ، وبعد مليون قتيل وقرون من الضغينة والعنف العرقي نهضت رواندا بالحكمة وقوة دفع الحياة الرواندية صوب المستقبل وليس ردها للماضي .
هناك معادلة يمنية ثابتة : دولة جمهورية للجميع ومواطنة متساوية ونظام ديمقراطي يختار حكومة وبينه وبينها دستور ضامن لكافة حقوقه ومقارب لما أمست عليه دساتير العالم الحر .
سلام عادل ودولة للجميع واتباع مبدأ ” عدالة الغفران ” ، دون ذلك سنظل نقتتل ونتساقط ونضاعف الكلفة .
أما اليمن الجمهوري فهو باق مابقيت الشمس تشرق على جبال ووهاد اليمن .