- محمود ياسين
سنظل هنا ونخبركم حتى أثناء غارات العدوان وجرائمهم أنكم تنهبون حياتنا وتسرقون منا ذلك الحس الإنساني ببعض الأمان .
تحليق المجرمين في سماء صنعاء لن يجعل منكم ملائكة ولا شياطين ، سيبقيكم ماانتم عليه ، حالة تهديد معلن ومبطن وسجانين .
أي منطق هذا وأنت تحاججني بكونك تسكب دما في الجبهات وكأنه كاف لأمنحك الحق في أن تريق آدميتي كما يحلو لك ، أن تستمر في اعتقال الآلاف وتعذيب العشرات .
وتطلب مني أن أعاملك بوصفك دولة وأنت اختزلتها في خندق وسجن .
سأخبرك أنت أيها الكاتب او الناشط : لا تتخابر مع العدو ،وإن ألصقوا بوجودك مخبرا حقيرا يهمس لك بكل ماليس فيك ، تماسك واحتفظ بالرجل الشريف الذي انت وإن اكتظت طرقاتك بعهر ونجاسة السياسة ،
لا تبق واجما بل أخبر أمرك الواقع حقيقة ماهو عليه ، ارسم له لوحة طبق الأصل ، او اجعله يحدق في وجوه ملايين البشر وستنعكس كل عذاباتها مثل بحيرة يقف على ضفافها وحش .
أنت أيضا أيها الناشط ، لا تستجب للصورة التي يخربشها لك كائن بدائي على جدران كهف ، انت طاهر بخطاياك التي لا تتعدى ذهنك وقوي باستماتتك في محاولة حماية الجميع بمافي ذلك خصمك .
أنت الإنسان الذي وإن عرته المتاعب والديون والعاطفة وكونه سهل المأخذ ،تظل في مخيلة البردوني الخالد :
يعري فضائح هذا الزمان
ويعرى فيبدو كأنقى فضيحة .
كم أن الغرباء والأعداء التاريخيين بغيضين في سماء مدينتك ، ومن النذالة أن تدع للشماتة التسرب إلى روحك ، تلك رذيلة المضطغن العاجز ، امنحهم لعناتك حتى قمرة الطائرة المهاجمة متشبثا بتراب وطنك ، وفي ذات الوقت جد طريقة لتخبر خصمك المتبجح ، أن الطائرات المعادية لن تجعلكما رفاقا ،وأن قبلتك لتراب وطنك لا تعني إذعانا لمن منح نفسه صكا ووصية بامتلاك هذا التراب بكل ما ومن عليه .
ليتك لي صاروخا مضادا لأسقط طائرة العدو ، وبقية صوت لهذا الأمر الواقع الأرعن لأخبره : لدي قلبي المحتدم ونزاهتي هما قوة وركني الشديد ،دون نبوة ورجاء لو ان لي بكم قوة أو ركن شديد ، إنها أنت ،قوة من بذل الصواب حتى فقد المجانين صبرهم على بقاء مالا يشبههم .
لن يتقبلونك الا صورة مكسرة في مراياهم التي تقعرت بفعل النرجسية وسوء تقدير العاقبة .
كل ماهنالك أننا لا نريد لدولة صنعاء الرمزية أن تسقط , ولا أن نقتسم الفوضى مع بقية المدن ، لكن هذا لن يكون مقابل سقوطنا كبشر ، عليهم ان يحيوا كبشر قبل أن يكونوا يمنيين .
نحن عاديين للغاية مقابل إرادة تظن نفسها فوقية ومتفوقة .
حياتنا عادية ومطالبنا عادية ،ولن نغيب في الظلام .
بشر من لحم ودم وعاطفة ،لا أحد منا ” سوبر مان ” ليحلق وعلى صدره ذلك الشعار التعريفي الذي جعله منه إنسانا خارقا ، ويمثل إرادة ” كن أملا لأعدائك” .
مضت الطائرات الآن وستعود ، مضت مخلفة جثثا وصرخات ودم وأطراف تبدو من تحت الأنقاض ، وبقي هؤلاء بوصفهم ذلك الضجيج النرجسي وهو يجردك من الدموع ، لا تدري أيهما عليك أن تنتشل من تحت الأنقاض ، جثث أهلك أم ماتبقى من كبريائك .
صوت ما يتبقى ” فاقض ماانت قاض ” .