- كتب : د. محمد حزام المشرقي
اليوم تعود علينا الذكرى ال 37 لرحيل الأديب والشاعر والمناضل اليمني الكبير الأستاذ/ عبد الله عبد الوهاب نعمان “الفضول” رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته. يطيب لنا أن نحتفي بذكرى رحيله كل عام, ونردد نشيده الوطني الرائع مع إشراقة كل صباح، وتردده معانا دنيانا واجيالنا شدوا جميلا تهتز بوقعه الأبدان وتسمو بإيحاءاته الأرواح وتخلد في ارتماءات عبقه الوجدان..
أديبنا الكبير الرائع/ المناضل /المرحوم / الأستاذ. عبد الله عبد الوهاب نعمان “الفضول”: تحية إكبار وإجلال لقلم يسمعك وفكر يطيعك، الأول ميمما شطر قبلة الإبداع وجهه، ويحملك الآخر تجاه بوابة الفلق تعبر من خلالها إلى ملكوت الرؤى. إلى سلطان الشعر الغنائي اليمني أقول “سرقتني مني وأرغمتني على سماع وقراءة وكتابة ذخائر قصائدك الوافرة المعنى الجزلة المغنى مرات عديدة، وكلما أعدت القراءة فتحت لي حروفك شرفة جديدة للتأمل وباباً جديداً للدخول، أراك هنا جذاباً بثوب جديد، ألقيتنا على شاطئ نهرك العظيم الذي تكفيه صورة الكلمة الرائعة وتنقلاتها بحركات جمالية إلى خارج فضاءات اللغة وحدود الحرف. كنت وستضل ومضة تشرق من بين سحب الغموض، تتكشف فكراً ورؤى عن عمق نظرة، فسالت المعاني بمجرى الحقيقة نهراً من عذب البصيرة. ولا عجب… إن وقفة على شرفة إبداعك تجعلنا ندمن النظر إلى ما وراء حجب التخمين. ولم يكن ما قرأته منك وعرفته عنك سوى صورة تقريبية كشفها نصك الجميل بظلاله وبليغ صوره.. فاقتربت منك أكثر وعرفت أي معدن من الرجال أنت. ستظل كلماتك عالقة على مدارج روحي ومعالق فكري وعلى أسنة أحرفي .. لأنك الزناد المختلف الذي يقتدحها ويستفزها للبوح والانطلاق مادام في الكون أديباً مبدعاً متذوقا مثلك ..لا بل مفكراً وخازناً للحرف بين كنوزه الكثيرة في أعطافه. فلله الشكر على نعمة من علينا بها تمثلت بك أيها الأديب الفاضل والأستاذ المناضل. ومع غيابك يا “فضولنا وفاضلنا” تأفل شمس من الشعر، فيظلم عندها ليل. كل عزائنا أن تولد في هذا الليل نجمات من شعرك تواصل الطريق، حتى يرجع من جديد فجر دنيا الابتسامة الوردية وصباح العودة القريبة. رحمك الله بما أعطيت وسلم الله لك الفكر والقلم والجنان .. وستضل حاضراً معنا مبدعاً ماتعاً بما تحمله أحرفك من روعة البيان وسحره .. خالص تحياتي وجل تقديري وإجلالي لروحك الطاهرة.