- كتب: غمدان أبو أصبع
كعضو شرفي في مجموعة خاصة بنقابة الصحفيين المصريين على الفيسبوك، تفاجأت وأنا أتابع حجم النشاط الذي تلعبه نقابة الصحفيين المصريين، والذي لم يقتصر دورها على الدفاع عن الصحفي المصري وحسب، بل أنشئت النقابة المصرية معهداً لتأهيل الصحفي المصري باللغة الإنجليزية والفرنسية، وافتتاح قسم خاص بالعبرية لتمكين الصحفي المصري من متابعة الصحافة الإسرائيلية.
وهو عمل جبار يحسب للنقابة التي تعمل على تأهيل أعضائها والانطلاق بعملها ورؤيتها إلى آفاق مستقبل مزدهر للصحفي المصري.
كل ذلك النشاط جعلني أتساءل: ما هو دور نقابة الصحفيين اليمنيين التي تعاني من كساح وسبات مطبق، وتفتقر لأدنى دور حقيقي تلعبه في الواقع المعاش، خاصة وأنها في ظل إدارة شبيطة والأسيدي ومن معهم، تحولت من نقابة معنية بالدفاع عن الصحفي إلى نقابة تتاجر بمعاناته.
فهي ليست إلا كما يصفها الصحفيون، نقابة لإصدار بيانات التعازي والرثاء للأموات.
وبإمكان أي متصفح لصفحة نقابة الصحفيين اليمنيين بالفيسبوك، أن يلاحظ أنها جمعية للمتباكين والمولولين لا نقابة صحفيين!! مما يجعل مجلسها الحالي يحوز وبجدارة على لقب المولولات أو النائحات.
فأمين عام النقابة محمد شبيطة، بحسب اطلاعي على رده لعدد من الصحفيين، أن النقابة تعيش أوضاع أمنية خطيرة، ما يجعلهم عاجزين عن تسجيل أي موقف حقيقي مع قضايا الصحفيين، خاصة ممن يتعرضون للإجحاف وأكل الحقوق الذي تمارسه حكومة معين عبدالملك بحقهم، والتي وصلت إلى قطع رواتبهم ومستحقاتهم المالية.
ويعتبر شبيطة والأسيدي إدانة ما يتعرض له الزملاء العاملين بالمواقع الإلكترونية الإعلامية التابعة لرئاسة الوزراء غير جائز طالما عملهم ضمن إعلام الحكومة إلكتروني وليس بصحيفة رسمية يستطيعون إثبات أنهم يعملون بها.
وحين رد عليه أحد الزملاء الموقفة رواتبهم بعد أن قال له شبيطة أن مطيع دماج قال له أنه وجه بصرفها وأن باحارثة هو من امتنع، فرد عليه زميلنا: هذا اعتراف كامل ياشبيطة، وعليك أن تصدر بيان تضامن معنا وإدانة للحكومة بناءً على كلامك هذا وما قاله لك مطيع دماج أمين عام رئاسة الوزراء.
لكن شبيطة عاد المراوغة والهروب عن استحقاق الصحفيين لذلك البيان، بسبب علاقته الوطيدة بمطيع دماج وأقربائه، وبالذات شقيقه مروان دماج الأمين العام السابق للنقابة والذي تنازل لشبيطة بالمنصب ودعمه من خلال اللوبي الذي كان يقوده في مجلس النقابة وبالمال الذي كان يضخه من ميزانية الحكومة حين كان نائباً لوزير الإعلام ثم وزيراً للثقافة.
وبحسب ذريعة شبيطة الواهية، فالنقابة لا تعترف بالصحافة الإلكترونية وإنما المطبوعة، وهو ما يؤكد حجم العقلية الرثة لأمين عام نقابة الصحفيين، الذي كل همه التقرب من السلطة لا مطالبتها بحقوق الصحفي.
وهو ما يمارسه بلعبه على الحبلين لدى سلطة صنعاء حيث يسكن في صنعاء، ويمارسه مع حكومة معين التي تقدم له دعماً مالياً وفيراً عن طريق دماج، فيما تصل حوالات نبيل الأسيدي إلى الخارج بآلاف الدولارات، والتي تم بموجبها إسكات حملته ضد فساد الشرعية التي كانت تحت هاشتاج #اللهم_لاحسد ، ومن خلالها تم الكشف عن بعض التجاوزات غير القانونية لعتاولة الشرعية الفاسدين، لكن سرعان ما جاء معين عبدالملك ومطيع دماج وأسكتاه بالدولارات كما أسكتا محمد شبيطة ليكون أداة وأد دور نقابة الصحفيين ومواراتها التراب.
أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين الذي وصل للمنصب على حين غرة من الزمن، وهو يفتقد لأبسط أبجديات الصحافة، وكان مسخرة لزملائه في مؤسسة الثورة للصحافة، والمثل الأضحوكة الذي يتم ضربه لكل صحفي رديء، مرت عليه ليلة القدر كما مرت على مطيع دماج، ليجد نفسه بين عشية وضحاها أميناً عاماً لنقابة الصحفيين اليمنيين، متجاوزاً أشهر الأقلام اليمنية وعتاولة الصحافة ومخضرميها.
هذا الشبيطة أصبح يتخذ من موقعه وسيلة للتكسب وجني الأرباح لا وسيلة للدفاع عن قضايا الصحفيين. وهنا نجد أنفسنا أمام نقابة ربحية لا منظمة حقوقية.
لم تسجل النقابة منذ تولي شبيطة منصب الأمين العام مواقفاً تهتم بالصحفي ومعاناته، رغم أن عشرات الصحفيين تعرضوا للموت والطرد وسكنوا الشوارع، واكتسحتهم الأمراض، دون أي موقف يذكر من قبل إدارة النقابة، لتنتظر موت الصحفي هذا أو ذاك، فتسارع في كتابة بيان التعزية والمتاجرة بروحه وسرد مناقبه، متجاهلين أن هذا الصحفي الذي يكتبون له بيان النعي، لم يجدهم هو حي يرزق، ولا وقفوا معه الوقفة الواجب عليهم نقابياً ومهنيا.