- محمد ناجي أحمد
الملحدون في اليمن نسخة من التدين المنقوص واللامتسامح، هم يقفزون على الواقع الذي نعيشه ومعطياته وتحدياته، لهذا لا يتصدون لعملية تغييره…
سنجدهم يمجدون تراث وشخصية الشبزي، وبمزاج مناطقي يتحدثوم عنه من منطلق مكانه في شرعب… مع أنّ حضوره مديني، ومقامه ومريديه وقبره في “حول الشامر”بمدينة تعز… لكنهم الريفيون الملحدون بسحناتهم ولغتهم وتحيزاتهم وتعصبهم يظلون دينيين قرويين،أو ملحدين ريفيين، بكل ما يعني هذا التركيب من بداوة دينية وقشرة حداثية…
تأثير الشبزي مديني، وأسطورته حفرية مدينية، وتشافي الناس من المياه التي تسيل من جبل صبر لتكون مباركة بمقام قبره تصب منسابة فوقه أو جواره نحو المدينة وحاراتها الشرقية…
إنه الشبزي ابن المدينة، التعدد للأديان والجهات واللهجات… إنه المدينة…
الملحدون في اليمن لا يطالبون بفصل الدين عن الدولة وإنما بمحو الدين، وهم بمحوهم يثبتون المنفي…
هم بمحوهم للثنائية،المدينة كجسد والدين كروح… الدين الذي لايشير إلى نفي وإنما إلى قلب قابل لكل الأشكال، وإلى قلب متقبل لكل الطقوس والرسوم-متطرفون دينيون…
الملحدون في اليمن اندماجيّون نفييون، بمعنى أنهم وهم يلغون الدين يتحدثون عن دولة بلا روح، وبالتالي فهم ضد الفصل، إنهم مع تجفيف الدولة؛ أي أنهم شكل من أشكال تسييس الدين/تديين الدولة…
تمجيد الشبزي ببعده اليهودي والمناطقي القروي هو شكل من أشكال التسييس، نقضا للشبزي الروحي كرمزية يمنية مدينية جامعة، رمزية مزيلة للجدران بين الأديان، كون الدين عند الإنسان/الله واحد…
من يتشافى عند قبر الشبزي والمياه التي تتدفق من عين مقامه متدينون، لكنهم لا يسألون عن ماهية ديانة الشبزي؛ إنه وليهم وكفى، وشافيهم وكفى، ووسيلتهم إلى الحق وكفى…
الدين عند الله/الإنسان واحد… يخرج من بوتقة واحدة… ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي…
الدين محبة، تحرر لاهوتي… دين محبة وإن تعددت طقوسه وأشكاله ورسومه… فقلوب المؤمنين تتقبل كل الصور والرسوم…
للملحدين المتصهينين الجدد:
لا تبحثوا عن جغرافية للأساطير اليهودية وأورشليم وإسرائيل، لا في حضارة اليمن ولا في مصر ولا في المغرب ولا في أوغندا…
الأساطير لا تتموضع في الأرض إلا كاستعمار استيطاني، وتأويلاتكم تصبح جزءا من هذا الاستعمار والاستحمار الاستيطاني…