- كتب: محمد ناجي أحمد
في كتابه “إرادة القوة” لنيتشه بترجمة محمد الناجي قرأت شيئا مختلفا عن قراءتي لترجمته بالإنسان الأعلى، الإنسان المتفوق، السوبر مان…
هنا وجدتني ليس بما قاله الكتاب وإنما ما خطه وعيي كاستجابة قارئ وفقا لنظرية وولفجانج ونظرية التلقي…
القارئ هو من يقول، لا الكتاب…
أقرأ كتاب “إرادة القوة” الإنسان الأعلى، الإنسان المتفوق، الإنسان السوبر مان، لكن في ترجمة إرادة القوة لمحمد الناجي أقرأ استجابة ترجمية مختلفة، ترسخ في وعيي مفهوم الإنسان القوي جينيا وموضوعيا وذاتيا… الذات القوية المقتدرة المريدة في مقابل الموضوع الرخو…
ترسخ في ذهني أن الكتاب هو استجابة للقارئ في مدلولاته…بمعنى أن ما يترسخ في وعي القارئ من هذا الكتاب وعنه ليس تأويلا، الكتاب لا يقول شيئا لكن استجابة القارئ هي من تقول…
ومما قالته استجابة القارئ، سخرية عالية التكثيف، عبث بلحية وفكر ماركس، والجماعية والقطيع، والدين كضعف مسيحي وكتأويل مضاد للمؤسس الأول للضعف عيسى، وللؤم اليهودية ومكرها العامي الفاسد جماعيا وأسطوريا… اليهودية كمخيال للضعفاء …
سخريته من الجمهور والعوام من السببية والعلية، من الشرطيات البلهاء…
لا شيء يحد القوة.. لا شيء يحد الإنسان…
كل محدودية للقوة هي ضعف ووهن وتحلل…
نيتشه نشيد أدبي فلسفي يمجد القوة …
في هذا الكتاب كاستجابة مني وجدت هتلر نسخة شعبويه من “إرادة القوة” من روح ألمانيا روح نيتشه العظيم، نسخة محرّفة وضعيفةٌ، نقيض للنيتشوية الكاملة والقوية…
سخرية نيتشه من المسيحية وإعادة اعتباره للمؤسس الأول المسيح إزاء وهن اليهودية…المسيحية كضعف، واليهودية كتفسخ… دين الضعف والضعفاء، تمجيده للوثنية كمعادل للقوة… سخريتة من دين المستضعفين كديانة ضعف، وتمجيده للوثنية، كونها تعددية الأقوياء…
التوحيد ضعف والوحدانية زوال، والتعددية الوثنية قوة… ذلك نيتشه الذي استجبت له كقارئ في كتابه “إرادة القوة”…
فهمه للعدالة الاجتماعية كعطاء فوقي وتسول…
هتلر كان مخيالا شعبويا من وعي إرادة القوة النيتشوية…
نيتشه مزيج عقل وجنون، بل إنه تذرير للعقل وتمجيد لقوة الجنون التي تكتسح بركانيا الموضوع…
إنه الجنون المكثف والتمدد الذي لا يكل…