- عبدالرحمن بجاش
قبل أيام وفي صيدلية بيت بوس ، التقيت ابن عمه بعد سنين من الغياب …سلام وكلام : أين عبد الناصر؟ راح أمريكا ، وهناك مات .. ياالله
طيب والدكتور توفيق ؟ صمت ، انتحى بي جانبا : لكن لاتقولش ، هو في تركيا ، عنده من هذا المكرونا ، قلت لنفسي : مكرونا مكرونا …طيب كيف حالته ؟؟ صعبة ..ذهب ..ظل توفيق في ذهني..
الدكتور توفيق حسن البعداني ، والده وعمه كان لهم مخبز في شارع المطاعم تحت عمارة ملكهم لصيقة بيت الشيخ أحمد عبده ربه العواضي، عمي عبد الحبيب كان يدير مخبز الثورة تبعنا ، ألتزم المخبز بتوريد الخبز في بداية الستينات للجيش والمستشفيات والتربية والتعليم ، ولأننا لم نستطع أن نفي بالمطلوب ، فقد شاركنا مخبز عبده البعداني عم توفيق ووالده حسن رحمهما الله..
كنا ندرس في سيف وعبد الناصر، تعارفنا ، ظللنا سنوات كإخوة ، حتى أغلق مخبزنا ومخبزهم، وكل من أهلنا ذهب في اتجاه، ذهب للدراسة في مصر ، ولم نلتقي إلا وقد تخرج طبيبا، ألتقينا بين الحين والآخر حتى ضعنا عن بعض، كان الدكتور توفيق حسن البعداني نموذجا حيا للدماثة الخلق، وأهله كذلك..
مرت سنوات لم نر بعضنا حتى صادفت ابن عمه في الصيدلية، صعقت وأنا أرى صورته هنا في الفيس..
نحن نؤمن بالموت وكلنا إليه راجعون، لكن الفراق عندما يحل في لحظة وجع قاسية كالتي نعيشها …
رحمة الله على الأخ والصديق توفيق والصبر لاهله وزملاء مهنته، ورحم والده الذي كان كلما قرأ لي في صحيفة الثورة يلتقيني بالأحضان مفتخرا، ووالده حسن، الرجل الطيب
لله الأمر من قبل ومن بعد .