- غالب أحمد العاطفي
إهداء/ إلى الصديق يحيى الحمادي ، وهو يكتب جُرحَنا اليمني، بكل إخلاصٍ وصدق
ستشيخُ داليةٌ،
ويُورِقُ عوسَجُ،
ويجفُّ نهرٌ،
في الضلوعِ يحشرجُ
ويطولُ ليلُ المُتعَبين من السُّرى
حتى يشُكُّوا أنهم لم يُدلِجوا
وستختفي
_ في الأفقِ _
آخرُ نجمةٍ
كانت تشيرُ لهم:
هناك المَخرَجُ
فاركُض بِحُزنكِ،
فالطريقُ طويلةٌ جِدًّا،
ولكن الوصولَ سيُبهِجُ
هي رحلةٌ،
لا بد منها،
وليكن عنوانها:
سيجيءُ صبحٌ أبلَجُ
واركُض بقلبكَ،
نحو أبعدِ طعنةٍ
سَيحُدُّها هذا الزمانُ الأهمجُ
ولأنك اخترتَ القصيدةَ وحدَها
قل ما ترى،
لا ما يريدُ المُخرِجُ
واركُض بجُرحكَ ،
لا نجاةَ لشاعرٍ
مسعاهُ حرفٌ بالبلاد مُضَرَّجُ
حطبٌ هي الكلماتُ،
نُطعِمُها فمَ النارِ التي في ذاتِنا تترجرَجُ
نارٌ هي الكلماتُ:
تأكلُ عمرَنا الذاوي،
وتتركُ جرحَنا يتوَهَّجُ
جرحٌ هي الكلماتُ،
تنزُفُنا إلى النفَسِ الأخيرِ،
وفي المراثي تعرُجُ
هي حربُنا الكبرى على أخطائِنا،
وهي الخطيئةُ حينما تُستَدرَجُ
لكن من وهبوا الحقيقةَ عمرَهم
لا يتركون جراحهم تتبرجُ
المُخلصون لما تحسُّ بلادُهم
يتذوقون جحيمها،
كي ينضُجُوا
هم هكذا الشعراءُ..
منذُ تقَمَّصُوا أوجاعَ موطِنِهم
بكوا،
وتَهزَّجوا
هم هكذا…
لولا ضَجيجُ بكائِهم عنَّا
لأرْهَقَنَا السُّكونُ المُزعِجُ
هم هكذا..
إن حاصرتهم غصةٌ،
طرقوا سماواتِ الخيالِ،
لينشجوا
وعلى بياضٍ
_ هادئٍ كقلوبهم _
غرسوا البكاءَ الشاعريَّ،
وسَيَّجُوا
وإلى البعيدِ المُشتَهى
حثُّوا الرُّؤى الخضراءَ،
وابتَكَروا خُطَىً تتأرَّجُ
ولأنكَ المَخبُوءُ بينَ ضُلوعِهم
فعليكَ أن تغلِي،
لكي يتَأَجَّجُوا
وعليكَ أن تَئِدَ المَسافةَ
بين ما نسجُوا من المعنى،
وما لم ينسُجُوا
وعليكَ أن تشقَى
لتَنسَكِبَ الرُّؤَى معنىً بكلِّ شقائِنا يَتَدَجَّحُ
ولسوفَ تقتُلُكَ القصيدةُ، إنَّما
مَن لم يَمُت شِعرًا فماذا يُنتِجُ؟!
يا أنتَ
يا وجَعًا بحجمِ بلادِهِ
وبلادُهُ في بؤسِها تتدَحرَجُ
هذا طريقُكَ للخلودِ وللأَسى
فاركُض بقلبِكَ،
قلبُ دَهرِكَ أعرَجُ .
- 19 نوفمبر 2021م