منذ أعلنت شركة الفايسبوك عن نيتها طرح عملتها الخاصة والمهتمون في ترقب شديد، ورغم توالي التوقعات إلا أن الانتظار لم يخفت حتى أعلنت الشركة اليوم عن التفاصيل الخاصة بعملتها كافة، وهذا ما عليكم معرفته:
أسست الفايسبوك وسبعة وعشرون منظمة وشركة من حول العالم، منظمة “ليبرا” غير الربحية، واختارت لها سويسرا كمقر، لتعمل على تطوير وإدارة شبكة مالية معتمدة على عملة رقمية تحمل الإسم ذاته (libra). وعكس غيرها من العملات الرقمية، عملة “ليبرا” مدعومة باحتياطي من العملات الصعبة مصدره استثمار الأعضاء المؤسسين وتعاملات الأعضاء العاديين والهدف منه المحافظة على استقرارها. وبذلك ستجمع بين الأمان واللامركزية التي تميز العملات الرقمية والاستقرار والثبات التي تنفرد به العملات المادية.
هدف المنظمة الوليدة -حسب بيانها الرسمي- خلق بنية تحتية مالية تساعد ملايير البشر حول الكوكب على إجراء المعاملات المالية مستفيدين من إيجابيات تقنية الكتل (blockchain) دون الحاجة إلى امتلاك حساب بنكي أو المرور عبر المؤسسات المالية الكبرى ودون دفع رسوم مرتفعة. فكل ما سيحتاجه المستخدم هاتف ذكي واتصال بالأنترنت. وحاليا، تعمل المنظمة على زيادة عدد الشركات المستعدة لتبني تقنياتها، وحتى الآن نجحت في إقناع شركات كبيرة كشركات الخدمات المالية Mastercard و PayPal و PayU و Stripe و Visa وشركات الخدمات المتنوعة ك Booking و eBay و Farfetch و Lyft و Spotify و Uber وحتى المنظمات غير الربحية ك Kiva و Mercy Corps و Women’s World Banking وكذلك الشركات المشتغلة في مجال العملات الرقمية ك Anchorage و Coinbase و Xapo و Bison و Trails. إضافة طبعا إلى المنصات التابعة لشركة فايسبوك. وبزيادة الاعتماد عليها ستفتح الباب أمام تطبيقات الطرف الثالث المستخدمَة كمحافظ للعملات الرقمية لحفظ العملة الجديدة، وفي انتظار ذلك، سيكون الاعتماد على محفظة “كاليبرا” (Calibra).
ما هي “كاليبرا” (Calibra)؟
“كاليبرا” شركة جديدة تابعة لشركة الفايسبوك، مقرها كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية. أُسِّسَت لتطوير وتقديم وإدارة الخدمات المالية الرقمية، وأولى منتجاتها: محفظة calibra للعملات الرقمية، وهي المحفظة الرسمية لعملة libra. ويُنتظر منها أن تُسهل على مستخدميها إرسال الأموال واستقبالها وإجراء عمليات الدفع المحلية والخارجية بما في ذلك الفواتير والخدمات العامة والمواصلات. وكل هذا عبر تطبيقها الرسمي المتوفر لنظامي الأندرويد وآي أو إس، إضافة إلى تيسير الاستفادة من خدماتها عبر منصتي الواتساب ومسنجر.
ورغم كون الشركة تابعة للفايسبوك إلا أن هذه الأخيرة وعدت بإبقاء معلومات مستخدمي المحفظة الرقمية منفصلة عن بقية منصاتها. كما عينت فريقا مختصا لمراقبة وتتبع المعاملات اليومية للتأكد من سلامتها وتجنيب مستخدميها التعرض للنصب أو السرقة.
هل ستنجح الفيسبوك في السير على خطى wechat الصينية وتوفر خدمات مالية قوية أم أنها ستواجه ممانعة شديدة من الدول الكبرى وتضطر إلى تقييد عملياتها؟ هذا ما سنعرفه في الأيام التالية لإطلاق العملة بشكل رسمي سنة 2020