- كتب: عبدالمجيد التركي
تتحدث النساء كثيراً عن معارك العادات والتقاليد، وعن الحروب المجتمعية التي يواجهنها.
لكن، ليس هناك امرأة كان لها قبر مفتوح، قام أبوها بحفرة في المنزل لفاطمة، التي تمردت على القبيلة وكتبت الشعر في مجتمع جاهل يرى العلم وصمة عار.
حين عرف أبوها أنها تكتب الشعر صفعها حتى غابت عن الوعي، وبقيت تعاني من صداع لازمها طيلة حياتها بسبب هذه الصفعة.
تمردت على أبيها الشيخ، الذي يمتلك جبلاً وبيوتاً كثيرة بمديرية حفاش، وواصلت تعليمها إلى أن شغلت منصب باحثة، في مركز الدراسات والبحوث اليمني، فحرمها أبوها من ميراثها، وواصل إخوتها هذا الحرمان. وعاشت ظروفاً سيئة رغم أن أباها من أكبر الإقطاعيين. ووصل الأمر بهم إلى التبرؤ منها.
هذه هي فاطمة العشبي، المرأة التي لم ترضخ لسطوة الجهل، وسياط القبيلة.
حملت قلمها وتركت كل شيء لتصبح أنصع مثال للمرأة اليمنية المتعلمة.
في أواخر التسعينات قال لها الإطباء إنها مصابة بسرطان الدماغ، وأنها لن تعيش سنة أخرى. فقاومت السرطان بروحها المرحة وابتسامتها الجميلة 24 عاما.