- عبدالجبار الحاج
كنا منذ الأيام الأولى للعدوان، نعرف جيدا وظيفة مجلس الأمن ، خاصة ونحن نعرف ما صدر عنها في مناطق وقضايا مماثلة، إنها فقط تؤدي وظيفة مرسومة .
فالهيئة الأممية بمختلف منظماتها ومستوياتها، تعمل في الخضوع وتلبية إرادة القوى الإمبريالية الكبرى .. نحن اليوم في العام السابع لا يساورنا أدنى أمل في دور أممي ينتصر لحق شعبنا اليمني في الدفاع عن أرضه وكرامته، وبالتالي لا نصدم بأي قرار أو موقف من الهيئة المخطوفة والمسلوبة القرار ، كونها تؤدي وظيفة العدو ولا يمكنها أن تلعب دور الإنحياز للمظلوم والمُعتدى عليه .
وبالتالي فكل القرارات الصادرة عنها معروفة الإتجاه مقدما..
ومن هنا، فدور ممثليها ومبعوثيها في اليمن كما في بلدان أخرى، تتعرض لذات الحرب بذات الأهداف ، مع فارق الموقع والتفاصيل التي تبدو صورة طبق الأصل، لهذه الصورة الواضحة أمامنا، والتي نرى فيها وظائف في خدمة الدور الأمريكي أو البريطاني أو كلاهما، في كل القرارات ومنها تلك المتعلقة بما يسمى بالمرجعيات الثلاث، المرجعيات المكتوبة بقلم العدو الأجنبي، وإن اتخذت في مراحل تمريرها شكل الممثل اليمني، أقصد هنا على سبيل المثال مزعوم الحوار ونتائج موتمر الحوار ..
…..
مالم نراهن على حرب وطنية شاملة ضد رأس الأفعى، وضد العدو التاريخي، وما لم نغادر أوهام الفوز بالتفاوض، ووهم الرهان على المبعوثين، وما لم ننقل المعركة إلى أرض العدو ، سنظل غارقين في حرب الداخل، وسنظل نخدم العدو الذي لا يهمه سوى قتل اليمنيين لبعضهم، حتى وإن تساقط مرتزقته بالآلاف يوميا، فمتى كان يبكى عملائه ؟!
أما وما دام وجع العدو في خسارة منشأته وسقوط أفراده وبحسابه الخاص في الخسارة، فإن جندي سعودي واحد لهو أشد عليه وأوجع من مصارع المرتزقة مهما أرتفعت الارقام!
ستتحول الحرب القائمة إلى حرب وطنية مع كل عملية موجهة نحو أرض العدو السعودي ومنشأته، وفقط في ظل – استمراريتها – العمليات النوعية التي تستهدف العمق السعودي، ومنها العملية التي نفذت أول أمس، وأدت إلى مصرع واصابة ٣٥ وفيهم طياري الأباتشي .
تلك العمليات تضع اليمنيون جميعاً، أمام معركة كبرى مع عدونا التاريخي، وتوحد عامة اليمنيين وتلفهم حول المعركة على أن تواصل هذه الضربات الموجعة ، كتوجه إستراتيجي في الحرب وليست مجرد رد آني أو تلويح، أو تهديد، لسوف تحقق نصراً وطنياً وتحريراً واستقلالاً ووحدة .
…….
…..
وأعود لموضوع المرجعيات لأختم القول :
إنه لأمر مهين في حق اليمنيين جميعا، وإنه لتفريط ما بعده تفريط للسيادة، وفوق ذلك سيكون في مجرد القبول بالتعاطي مع المبادرة الخليجية المرجعية، كواحدة من المرجعيات، أو اعتبارها موضوعا مطروحاً للنقاش على الطاولة، بعد عدوان طالنا لسبع سنوات، إنه لأمر مهين ومهين فعلا لكل يمني .
وإن تعاد مجدداً مرجعيات العدو هذه، هي هي كأساس لنقاش يبحث في الحل، فهذا يعني أن الطرف الذي إتخذ موقفه بإسم الشعب اليمني، بطاقة ودماء كل الشعب، وتصدر العدوان وقيادة جبهة حرب العدو، من موقع المسؤول عن اليمن واليمنيين وما سال من دماء وصار ويصير من دمار ومن احتلال لمعظم أرض اليمن، وكل بحرنا ومياهنا وجزرنا.
لو كانت المرجعيات الثلاث هي الحل فلماذا لم نأخذ بها قبل كل ماجرى ؟
أما كان حرياً بنا أن نأخذ بها قبل انفجار الوضع، وقبل قيام العدو بتنفيذ مخطط الحرب والاحتلال يوم شن العدوان في ٢٦ مارس ٢٠١٥ .
لو عادت المرجعيات الثلاث أو بعضها، هي موجهات الحل لصار الطرف الوطني هو المسؤول عن كل ماجرى، وهنا مُنح العدوان صك براءة .. وماذا بعد …؟!
أعتقد جازماً أن انسحاب المواجهات العسكرية من ساحة عملياتها، في وجه العدو الخارجي وأرضه، إلى الداخل كلياً، هو ما جعلنا نوجه المعركة الكلية أو فقط في وجه المرتزقة، بما هم أدوات العدوان، ولكن هذا أدى إلى الانحراف بالحرب، إلى حيث أراد العدو السعودي والأماراتي، حيث أبقينا طويلاً العدو الرئيسي بمنأى، وبعيداً عن تحمل أعباء الحرب، وسالماً من خسائرها البشرية والميدانية، وهنا نضيع فرصة الضرب في واحدة من نقاط ضعف العدو، إضافة إلى أننا نقلنا المعركة كلياً إلى أرضنا وهو ما يحقق للعدو مايريد .
ماذا لو أسقطنا في اليوم خمسين قتيلاً من المرتزقة، ولم يسقط من جيش سعود جندي واحد، أليس هذا ما تريده دول العدو؟!
سأعيد الجواب بصيغة أخرى، وأضع السؤال..
ألم تكن المبادرة الخليجية وآليتها هي من تضع السعودية في موقع الوسيط، فيما كان رفضها من جانب الشعب أولا من إعتبارنا أن السعودية عدو وعدو تاريخي، وفي دور العدو الحربي المباشر والاحتلالي الأن، وكذا دويلة الإمارات ..
كذلك سيبقيان عدو تاريخي، يستضعفون شعبنا راهناً ومستقبلاً، ما لم نجعلها حرباً واحدة، لإنهاء كل الحروب، بحيث نستعيد كل أرضنا وحقوقنا، ونلقنه درساً لا يفكر بعدها بالإقتراب منا أبداً ..
وإلا سنظل مسخرة لهذا العدو ..
يقتلنا ويقتلتا وينهبنا ثم نسلمه راية الوسيط والراعي المُحب والأمين !!!