- عبدالكريم الرازحي
كانت غصون من اهل الظاهر وقد فهمت ظاهر كلام زوجها الميت وظنت بان الكنزالذي عاد ليعطيه لها هو الكنز الموجود في غرفة المفرش. ولو انها من اهل الباطن لعرفت بان الكنز المقصود هو ذلك الذي سوف تحمله في بطنها. وكان الرجل الميت يعرف بأن غصونا مثلها مثل اي امراة ..تطلب المعدوم بدلا عن الموجود، وترغب بالمستحيل بدلا من الممكن.
وهو عندما عاد.. عاد من اجل ان يحبلها ويهبها غلاما يواصل مشوار حياته .
ويعرف الرجل الميت بأن اعظم حلم للمراة في قريته هو ان تحمل وتنجب وتجد من يحبِّلها لامن يحبها .ذلك لأن الحمل عندنساء القرى اهم من الحب والمراة قدتتخلى عن رجل يحبها مقابل رجل قادر على ان يحبِّلها وينفخ بطنها حتى ولو كان ميتاً.
وتذكّر الرجلُ الميت انه في مدن البحر حبّل العديد من النساء بعضهنّ كان ازواجهن ينثرون لهن حبُوب منع الحمل كما يُنثرُ الحَبُّ للدجاج حتى لايحبلنَ. لكنه كان يحبِّلهن رغم حبُوبهن ولوالبهنّ وكان كلما حبّل واحدة منهنّ تذكر زوجته غصون وتملكه إحساس بالذنب وشعور بالندم .وكثير ا ماكان يقول بينه وبين نفسه :
-” الرُّجولة هي ان تحبِّل زوجتك بدلا من ان تحبِّل نساء الآخرين”
بعد ان سكبت غصون كل دموعها شعرت بشيئ من الراحة وقالت تحدث نفسها :
- لوخرجتو ورحتو بيت اهلي اين اروح من كلام النسوان!!
كانت بعد كلام زوجها قد اقتنعت في دخيلة نفسها بانه ميت لكنها لم تكن مستعدة لأن تغادر بيتها ،او تعترف امام احد، اوواحدة من نساء القرية بأنه ميت .
وشعرت غصون بعد نوبة البكاء بأنها مازالت تحب رجلها الميت وقادرة على ان تواصل العيش معه .
وفيماهي تحدث نفسها ،وتقلِّب اكثر من فكرةفي راسهادخل الرجل الميت واقترح عليها وهو يضحك ضحكةٌ ميتة ان يلعبا لعبة قبل النوم.
قالت له غصون تسأله :
-موهي هذي اللعبه ياسلطان ؟
قال لها وهو يواصل الضحك : - لعبة يلعبها البحارةفي مدن البحر مع النساء.
وحين سألته غصون عن اسم اللعبة قال لها :
-” لعبة شنق اليهودي فوق العُودِي”
وكان ان توجّست غصون خوفاً وقالت مذعورة :
-لا ياسلطان لا ..موذا الخبر حقك!!
وطلبت منه غصون ان يذهب للنوم لكنه قال لها :
-” الميت ياغصون ينام في النهار ويقوم الليل. “
ولانها لم تكن تشعر برغبة في النوم وافقت بدافع الفضول ان تلعب معه لعبة شنق اليهودي.
لكنها وقد نزلت من فوق سرير نومها لتلعب معه قال لها رجلها الميت بان غرفة النوم لاتصلح لممارسة اللعبة وطلب منها ان تنتقل الى الديوان.
وفي طريقها الى الديوان راحت غصون تتساءل بينها وبين نفسها : - موهي هذي اللعبه؟ واين هو اليهودي اللي ششقه ؟ واين هو العودي؟ ولموالاًّ بالديوان؟
كان الديوان يطل على ساحة القرية، وعلى المقبرة. وكانت غصون قد لاحظت بان رجلها الميت من حين عودته وهو يجلس بجوار الطاقة وعيونه على المقبرة لكأن روحه تقيمُ هناك. قالت له وهما يدلفان الى الديوان :
- “ريح ياسلطان والطاقة مفتوح واني بردان “.وطلبت منه ان يغلق الطاقة.
لكن الرجل الميت بدلا من ان يغلق الطاقة نزع عنها ملابسها وعرّاها ولشدة ماشعرت بالبرد وبالريح الباردة تلسع جسدها راحت تلتصق بجسد رجلها الميت وتزداد التصاقا .
وشعرت غصون بان رجلها الميت يسخن ويزداد جسده سخونة بفضل تلك الريح الباردة التي تهب من جهة المقبرة .وشيئا فشيئا بدات غصون تشعر بالدفء وبقشعريرة لذيذة تجتاح جسدها لكنها وقد شعرت بكل ذلك تنبهت الى انها عارية وقالت لرجلها الميت :
-“قفل الطاقة ياسلطان اني عُرطُوْط”عريان ” والمياتا يشوفوني
كانت تلك اول مرة تتعرى في الديوان والطاقة مفتوحة وكانت قد سمعت من عجائز القرية بان المراة التي تتعرى امام عيون اهل المقبرة يستحيل ان تحبل.
كان اول شيئ فعله الرجل الميت هو انه مسك زوجته غصون من رقبتها مثلما يمسك القبطان السفينة من دفّتها .ومثلما يقود القبطان السفينة راح الرجل الميت يقودهاالى جزر وخلجان ومناطق حساسة في غاية الجمال والإثارة. وجميعها مناطق جنسية مجهولة كانت غصون تجهلها ،ولاتعرف شيئا عنها. لكن اكثر ماادهشها هو ان رجلها الميت كان يكتشف، ويختبر بمسباره تلك المناطق البُوْرْ ،والبكر،وكان بمجرد ملامسته لها يُحْيِيْهَا ، ويشعل فيها الحرائق ، ويستثير فيها ماهو استثنائيٌ وخارق .
وعندما بلغ مركز انوثتها ولامسه بطرف مِسْبَاره شعرت غصون بلذةٍ تنقضُّ عليها كأنها الصاعقة وتكادُ تُحيلها الى رماد .
ولشدة ماكانت مستثارة طلبت منه ان يُسرع في شنق اليهودي وإنهاء اللعبة :
-” فيسع ياسلطان اشنق اليهودي”
لكن الرجل الميت كان قد تعلّم في مدرسة البحر بأن السرعة رذيلة والبطء فضيلة ثم ان اللعبة لم تكن قد بدأت بعد .وظنت غصون بأن رجلها سوف يعتليها ويدخل فيها مثلما كان يفعل قبل سفره الى البحر .
غيران رجلها الميت فاجأها بعكس ماكانت تظنهُ وتتوقّعهُ ولعب اللعبة بالمقلوب. مسكها من خصرها بكلتا يديه ورفعها عالياٌ وعلّقها فوق العود اليابس، وقلب سافلها عاليها، وتركها هناك لمصيرها، ولم يعد يكترث لها، اويهمُّهُ امرها.وكان ان راح جسدها يتأرجح تأرجح المشنوق فوق العودالمنتصب كأنه الخازوق.
كانت اللعبةُ جديدةً عليها، ومفاجئةً لها، وخارج توقّعاتها . ولشدة خوفها راحت تتوسل لرجلها الميت ،وتطلب منه ان يرحمها ويوقف عملية الشنق :
- سلطان اني فدالك ارحمني
- سلطان اني ربيعك نزِّلني
- سلطان بس ياسلطان
لكن الرجل الميت راح يواصل لعبته معها بشكلٍ آليٍّ ،وبلامشاعرَوأحاسيسَ، ومن دون رحمةٍ مثلهُ مثل الجلّاد . لكن الفرق بينه وبين الجلاد هو ان الجلاد يستمتع بتعذيب ضحيته ويستلذُّ اما الرجل الميت فلم يشعر بأي متعةٍ، ولم يصدر عنه اي تأوّهٍ ،اوصوتٍ اوحتى نأمَةً توحي بانه مستمتع بلعبته اوانه حي.
كان كل شيئ فيه قدمات.. روحهُ ..احاسيسهُ.. مشاعرهُ. ووحده ذلك الحيوان الخرافي (ابوعين) كان حيّاً،متحركاٌ،قويّ الضربات كأنه السوط .حتى ان غصوناً لشدة ماراح الرجل الميت يسُوطها جُنّ جُنونها، وتبخّر عقلها، وراحت تصرخ بكل صوتها وتوقظ بصرخاتها اهل القرية واهل المقبرة :
- سلطااااااان قتلتني ياسلطان
سلطااااااان ميّتّني ياسلطان .
سلطاااااان حرام علوْك ياسلطان .
وحين تناهت صرخاتها الى مسامع نساء القرية صعدنَ الى سطوح بيوتهنّ ورحنَ ينادينَ جارتها سُفَرْجْلة ويسألنها عمّا يحدثُ في بيت الرجل الميت !!وعن سبب صراخ غصون !!: - موفي ياسفرجلَةْ ؟لمو جارتك تصيح ؟
قالت لهن سفرجلة وكان بيتها لصق بيت غصون :
قتلها الميت يانسوان ..قتلها .
يتبع