- فخر العزب
الجائعون مزقوا المدينة
بمشرطِ السَكينة
وثاقفوا الرياح ..
وحين أسرجوا الشموع للغياب
وزاوجوا بين اليراع والكتاب
تمردوا على قواعد البكاء والصياح
فأغمدوا السيوف
وأشهروا الحروف
وسطَّرت جراحهم حكاية الرصيف ..
لتبدأ الحكاية
كئيبةً حزينةً بوكزة النهاية ..
هنا الجياع في الصباح سُذّجٌ نيام
يقتات جوع بطنهم لُقيمة الكلام
ويرضعون من دموع لوعة الغمام
فينتهي صباح صيف
ونسأل الشرود في متون عمرنا
متى وكيف ..؟؟
ويطلع الغروب
فتهبط الشموس في روابي القلوب
والفتية الصغار يركضون تائهين
وللعيون حاملين
يوجهونها إلى مرافئ الزمان
ليشنقوا الأنين
وفي آماسي الخريف
وحين تسبل الدموع فرقة المكان
بحرقة الحنين
ينقِّب الجياع عن طلاسم الرغيف
فيرجعون من ربى الأحلام يائسين
ومن وجوههم تراهم بائسين
يتضرعون من عيون الخوف للأمان
ويبتدي فصلٌ جديد
ففي الشتاء يلعنون البرد مرتين
ويشعلون الضوء في ديارنا بدمعتين
فيذوي جسم البرد في الوريد
يسيح فوق شارع المهمشين والعبيد
ويهبط الظلام
ويرقد الأنام
ومن حكاية الرصيف يطلع الربيع
بالحاجز المنيع
وبعد أن يجيئنا بالحلة الجديدة
تغيب في سمائنا القصيدة
وفي صحائف الجريدة
تموت زفرة الحياة في الكلام
ويشرق السلام
ويبدأ الختام .