- غادة المقطري
تشرق الشمس كل يوم توزع خيوطها الذهبية على الأرض تعانق كل مكان بحب ؛ ولكن هناك قلوب لا تشرق فيها أي شمس لأنها قد انطفأت من الداخل..
في زاوية من زوايا الحكاية حيث تشرق الشمس على إحدى القرى..
للصباح هناك حكاية يرويها الدخان المتصاعد من المواقد ويفوح منها رائحة القهوة..
في الصباح كل شخص له حياة خاصة ينطلق من أجلها ويسعى لتحقيق هدفه ؛ ولكن هي وحدها تقف على شباك نافذتها كل يوم ترقب بعينيها كل مايحدث بالخارج محدقة بناظرها نحو تلك الطيور التي تتمايل في السماء بحرية تعزف لحن الصباح .. تغني وترقص على تغاريدها تلك الزهور وهي تتمايل مع هبات النسيم الباردة..
حلقت بأفكارها بعيداً حيثما يرفرف ذاك العلم عالياً على السارية المرتفعة في باحة المدرسة
صرخت بفرح تحت سماء هذا الوطن .. رفرف عزيزاً يا علم..
أخذت تتسابق وزميلاتها نحو فصول الدراسة والجلوس على الكراسي بالصفوف الأولى والإبتسامة تشرق على وجوههن تحمل في طياتها حكاية أمل وحلم جميل..
أعادها من حلمها إلى الواقع طرقات منقار العصفور على زجاج النافذة فتحتها بهدوء وأمسكته بيدها قبلته وطبطبت على جناحيه بحنان ثم أطلقته نحو السماء وهي تقول له حلق بعيداً ياصغيري لا حدود للحرية ، ثم نظرت نحو تلك المدرسة البعيدة وذاك الحلم المستحيل بدأت دموعها تنحدر على خديها الأسيل ، تجمعت الغيوم في السماء وبدأت حبات المطر تتساقط وكأنها تبكي مع أمنية وترثي معها حلمها الجميل..
انطلقت صرخة من أعماقها ونهضت من انكسارها الطويل ، كانت تردد وبصوت عالٍ من حقي أن أتعلم.