- عبدالباري طاهر
رحل الرجل المكافح والكثير حسين السفاري ابن الرجل الفقير الذي خرج من قريته إلى عدن ومن مهنة إلى أخرى حتى أصبح أكبر تاجر في اليمن .
أما حسين الابن النجيب والبار فقد عمل مع أبيه أولا ودرس وتفوق واشتغل مع والده في المهن المتعبة .
عندما تفجرت ثورة ال ٢٦ من سبتمبر التحق حسين بالكتائب الأولى المدافعة عن الثورة وحماية الجمهورية،
ألتحق بتعز الثائرة ليصبح واحداً من القيادات الثورية .
في الكتيب الأثير الذي أصدره عنه الشاعر والصحفي والمثقف العضوي محمد عبدالوهاب الشيباني حياة تملأها الحكايات، يتتبع الشيباني سيرة حياة هذا المكافح وعلى عدة جبهات .. إبتدأ من خروجه من قرية الظاهر في المقاطرة وتلقيه التعليم الاولي فيها ثم الرحيل إلى عدن وطفولته الشقية واللعب ونفع الأسرة والتعلم وصولاً إلى التعلم على قادة الاحرار والتعرف على الحياة السياسية والاجتماعية في مدينة المدن كلها (عدن ) والتحاقه بالقاهرة للدراسة.
في تعز يصبح واحداً من القادة الثوريين يستقبل كتائب المتطوعين، ويتولى مسؤولية الاتصال والتنسيق في القيادة، تعرف على قيادات الثورة وكان محل حب واحترام الجميع، ودون عمله في صنعاء والعمل في وزارة الخارجية كمدير عام للمراسيم وعودته للعمل التجاري في صنعاء كانت ذاكرة حية وحاضرة حد البداهة .. يتذكر تفاصيل التفاصيل نشأة المدن وتحضرها وازدهار شوارعها وأحيائها وبالأخص عدن وصنعاء والحديدة .. كما أنه ملم بالإتجاهات السياسية والحزبية وقياداتها وتقلبات السياسة، والصراعات بين الجمهوريين والملكيين ضد الانجليز ، وبين التحرير والقومية.
عند أُعتقلنا في الحديدة، مع علي محمد عبده ومحمد عبدالجبار وعزالدين ياسين عام 1972 ، كان هو مطلوباً معنا للاعتقال لكنه أختبأ في الحمام فاراً إلى صنعاء، كنت أذكره بالموضوع كلما ألتقينا .. عمل في عدة مواقع في البنك اليمني والمغتربين وكان حسين السفاري من الرجال العظام ضحى كثيراً أحب الجميع وأحبه الناس وكان رمزاً للإخلاص والصدق والنفع العام .