- كتب: ماجد زايد
أسوأ ما قد يفعله المحصورون بلا خيارات، والمهزومون بلا إنتصارات، لجوئهم الميؤوس منه لإستغلال كل أشكال ووسائل مواجهة الطرف الأخر، دون مراعاة لأي أخلاق أو معايير عامة وخاصة، هذا بالفعل ما لجأ إليه بعض الناشطون اليوم عبر نشرهم لفيديو طالبات “يبترعن أو يرقصن” على صوت زامــل لسالم المسعودي في ساحة مدرسة تكتظ بالطالبات، المقطع المسّرب ليس لفعالية المولد النبوي، المقطع قديم، والزامل قديم، والفعالية حدث عادي وقديم..
حسنًا، أين العيب في مقطع الفتيات بينما يبترعن أو يرقصن في مدرستهم المغلقة عليهن؟ بالمناسبة، فكرة الرقص أو البرع للنساء اليمنيات أمر غير غريب، هن يرقصن في كل المناسبات وفي كل الأزمنة، ولو تذكرتم في الماضي عبر الفضائية اليمنية إبان ما كن يظهرن بجانب الرجال وهن يرقص اللون الصنعاني واللحجي والكثير من الأشكال التراثية، هذا الأمر ليس عيبًا بالمطلق، وفي المدرسة بالمقطع المسرب كن يبترعن الشكل العادي للبرعة اليمنية وبعضهن يرقصن ضمنها بالشكل الصنعاني مع بعض الرداءة، البرعة للنساء عادة ليست محرمة، هذا ما يجري فعلًا في الريف والقرى المختلفة، ولكنه محصور على الحضور النسائي فقط، بمعنى أن العادة أو الإحتفالية تقتضي تحريم التصوير أو حضور تلفونات بشتى أنواعهن، وهنا يأتي الخلل والجرم في قضية تسريب مقطع رقص الطالبات في المدرسة الثانوية، الجرم الحقيقي ليس في الرقص أو البرع أو الزامـل، الجرم الحقيقي يكمن في شيئين، إحداهما التصوير في مدرسة طالبات، ومن ثم تسريب المقطع، والجرم الأخلاقي الأخر، إستغلال المقطع للتشوّيه السياسي المتعمد لطرف بعينه، مستخدمًا مقطع طالبات يمنيات ومحرضًا على فتيات من مجتمع يمني عام، كتكريس متعمد وطائفية موجهة تجاه المجتمع البسيط قبل السلطة المستهدفة، هذا سقوط في النهاية، إستغلال مقاطع لفتيات يمارسن فعلًا عاديًا بشكل نشط من أجل غرض سياسي ومذهبي وتحريضي مكرس، أمر بالغ السقوط والوضاعة، هذه الوسائل ليست أخلاقًا وليس فيها رجولة، وسائل منعدمة المنطق والعقل والضمير والنفس السوّية..