- عماد أبو أحمد
طرقٌ على الأبواب.. طرقٌ خائبُ:
يا أيها الموتى افتحوا… أنا هاربُ
ومعي لجوءٌ في يدي وحقائبُ
لا تسألوني: “القومُ كيف تركتَهم؟””
هم مثلكم موتى… ولكن واظَبوا
أنا لو تروني، في غيابي حاضرٌ
أنا لو تروني، في حضوري غائبُ
جسدي هنالك في الحياة خلعته
هذا لأني عن حياتيَ راغب
هذي حقائبيَ الصغيرةُ كلها
لا تطردوني اليوم، ما أنا ذاهبُ
وتعجب الأمواتُ
مشلولٌ وأعمى، أخرس، جاؤوا جميعا… راقبوا
ــ لاتدخلوه
ــ لديه روحٌ بعدُ
ــ يا موتى احذروا
ــ لصٌ خفيٌ
ــ كاذبُ
وأضاءَ صوتٌ في الجموعِ
كأنما في العالم السفلي ثمةَ راهبُ:
هاتوا الفتى بجراحه ودموعه
ولتخبروه: هنا المكان عجائبُ
رغم الرماد على بقايا ظله
مازال في عينيه حلمٌ شاحبُ
سَقط النعاسُ على يديه وإننا
من قبلُ لم نرَ ميّتاً يتثائبُ