- زين العابدين الضبيبي
……….
بين كرٍّ
وفررْ
في يدي وردةٌ
وبأخرى حجرْ
فعدوِّي جوارحهُ زبرٌ صلبةٌ
وعقيدتهُ لا تهشمها الريحُ
يُصقلها بالردى
وبثأرٍ عتيقٍ
وليسَ يفرقُ
بين المُدى والندى والمطرْ
فلماذا أُلامُ من الأغبياءِ البعيدين
إن بحَ صوتي وخارتْ عصاي
وإذْ أتوخى الحذرْ
القضيةُ مخذولةٌ
تتهجأُ في صفحةِ الغيبِ
إشراق فارسها …..
تستغيثُ به
غير هذا البليد
الذي يتوارى بلا قدرةٍ
خلفَ نافذةِ الصمتِ
يلعنهُ الشهداءُ
وتبصقُ في وجههِ
مُوجَعات الحصى والشجرْ
غير من لم يحرك لأوجاعها ساكناً
منذُ ألقى بها .. وبنا .. في سقرْ
القضيةُ عادلةٌ
غير أن النبيَ
الذي كان يمسحُ عن وجهها
وقع خطو التتارِ
تهشمَ صخرُ إرادتهِ وانكسرْ
والجريح الذي وهبَ الروح من أجلها
ظل ينزفُ ينزفُ
يـ
ن
ز
فُ
حتى انصهرْ
والذين يلوموننا صوننا لجوارحنا
وحدهم
في المقاهي الأنيقةِ
يلتقطون الصورْ
نحن ذقنا مرارتها وأكلنا حجارتها
واقتسمنا مواجعها
وبكينا على صدرها
وخلقنا توهجها
رغم غطرسة الليل
رغم توحشهِ
ما تزالُ تجابهُ أوهامَهُ
بقلوبٍ لعزتها امتثلتْ
واستحالتْ أمام تعطش أعدائها
غابةً مِن شَرَرْ
فاهدأي يا رياح البشرْ
سوفَ نروي بأرواحنا فجرَها
كي تعودَ البلادُ
التي لا تغيب بآفاقها الشمس
أو يتوارى القمرْ
سنعيش لها ونموت بها
ونعطر تأريخها بأريج الأثرْ
ونغيّر …..
سوف نغيّر
مجرى القدرْ.