- فارس العلي
إلى الألوان الحزينة في لوحات العالم وفي العلب المغلفة…
إلى التشكيلي الكبير الراحل / عبدالجبار نعمان
غدا ينكسر ضوء لوحة تلو أخرى..
واللون في المرايا يحرمنا كل صباح التحديق فينا بينما نمشط رؤوسنا الفارغة ..
غدا الريشة، ستقود الاستطيقا إلى إحدى مهن تلطيخ سمعة الجدران التي طالما اتكأها عبدالجبار نعمان واتسعت بدورها لإنبلاجاته اللونية..
هذا الصباح وهي تدعك ظل في شيء منها تصحوا لوحات العالم..
هذا المساء تصلبت فكرة سلفادور دالي قبل تحط الريشة اثقالها اللونية في الورقة بسنتيمتر
يقيض هاشم علي وهو يجمع في زنبيل لوحته تلك كل فرشاة العالم
قال بعد دفنها عيشي معه فلا مجنون سواه
بالنسبة له؛
كان النهر أحجية اللون ،
وخيزران (المحابشة) صنارة غروب الشمس
يغطسها في البحر من حيد جبل شمسان
ويسترجع لنا بالأزرق هاوية الفشل الذريع للسماء
كف معلولة..
تعلمت كيف تنشر مقرمة صنعانية كل تلك البهجة المستترة
أو، كيف يدخل الحضارة من خرم لوني في شبام حضرموت ويعلن جمهورية الألوان من بيت الفقيه
أنا رأيت كيف يجمع الصباح كله في لمح دهشته،
يمزجها في علبة لا يتعدى وزنها كيلو جرام..
ويصنع منها ندى شتوي،
نحلة كسولة تأخرت بسبب الورد الموجود في إحدى لوحاته..
يداه ليس ذنبه، إنه يغوي الكائنات والفراشات
، يدخلنا إلى وهج التفاصيل السريرية في عيني أنثى أستوى نصفها لتهوي قلوبنا
يدخل الاصفرار المُذَهب معركة الغروب ويبذل الاحمرار جهده لشيء في نَفَس الحياة
ذات مرة زاد الأحمر في شفاة إمرأة، هكذا نسيت التفاحة كل المرارات.
رسم شواهق شبام حضرموت، وأعالي حراز، جسر شهارة…
أول من علمنا فوبيا الأعالي.. عبدالجبار.
طرد كل الألوان الإيديولوجية وبقي الوطن والجمال والحب ريشته..
مررها من وجه صياد بحري إلى اثداءٍ في السهول، ووضع في الأعالي حمرة في خدود جبلية
أضطجع أخيرا دون سابق إنذار.. هكذا بسرور تام
لم تمتد يده سوى للريشة التي سرقوا منها الكثير
نام جائعا ورسم بطن مليئة في لوحة ما
تفصد قلبه بمرارة الألم فرسم للبلد ابتسامة بكل الألوان،
سبحان الذي لا يموت ..