- منال الهلالي
أتعلم ما الذي يهزم الشعور
أن تعود في كل مرة محملا بالشوق والإعتذار
ان تقف مبتهلا على أطراف المسافات التى تستنزفك وتتمنى لو قطعتها جريا، ركضا، أوهرولة
فقط لتصل قبل الجميع فتقول لهم ما تشاء ..
أن تقف بين قطرات المطر التي تحبها وبدلا عن معانقتها، تبكي معها بعد أن كانت تقبل خديك وتضحكك..
أتعلم ما الذي يهزم الشعور
أن تعلم
أن تعرف
أن تدرك بعمق بأن شعورك الذي يتملكك جعلك الأحمق الوحيد في القصة كلها..
وأن تذكرك وهم.. وتمسكك خطيئة
وتحملك لتهورك يتعب كاهلك وحدك..وأنت المنسي وهذا التذكر عبث كبير وذنب ثقيل سيحرقك وحدك..
وأن رسائلك التي كتبتها تحت سلطان الحنين وحمأته قد أحرقت إخضرارك وجدبك معا، وتركت مهجتك قاعا صفصفا..
نهبت كل شيء وتركت عينيك البنيتين حدائق من قهوة منسية، تركت لتغلي وحدها و لم يلتفت لمناجاتها أحد من الذي تمنيتهم أن يفعلوا ذلك…
ستدرك وتدرك وتدرك..
وستجد نفسك مجبرا أن تقف في أقصى بقاع الشعور والإحساس كي لا تلتهمك صراعات كبريائك وحنينك ووجعك
ستتعلم..
وتنمو..
وتمضي.. وسيظل في عمقك ذات الصدى المكتوم وصوت مجهول يهمس في أذنيك
“هكذا أرحم من أن تنال طعنة في فؤادك، لاحياة بعدها”
تلمض حنينك وأمضغه على مهل وإن تعذر ابتلاعه فأبكِ وحيدا كما تعودت، وابتلعه مُكرها مُجبرا.