- عارف الدوش
الإهداء إليها روحي العاشقة
تغرد روحي حين أغني
وترقص حين يرقص قلبي
تفرح حين أبوح بحبي
فهاتي يا روح روحي
ويا سر سري
كأساً من الحب ليطرب لبي
لتنتعش داخلي تباريح بوحي
ليحمل ما يفيض من وجدي عشقي
أنا العاشق منذ ” ألست بربكم ”
حين أجبتُ ” بلى” عرفت نفسي
وحين عرفت نفسي عرفت ربي
يوم أخترت بحريتي ما يناسبني
فصرت أنا المريد وحدي
لأني من أخترت جنتي وناري
بعقلي وسمعي وبصري وقدرتي
أخترت ما أقدر أنا على فعله
وأختار لي ما لا أقدر على فعله
أنا العاشق منذ أشتقت بحبي لربي
بعد أن صيرني بشراً ومكنني
أنا من أغرقت شوقي بدمعي
لأني خلقت من قبضة الطين ونفخة ربي
حجابي طينتي وما تشتهيه نفسي
عندما تداهمني بشريتي
أفرش أذكاري وسادة كي أستريح
يسهدني الشوق فتثور شجوني
حين تغني بلابل روحي أشرق من داخلي
ووقت شروقي شروقك روحي
تمطرين حين تشرق شمسي
فأنتِ إرتعاشي وعشقي
ونبض الحياة بقلبي
سري الذي يحمل فرحي وحزني
ويرمي بسهمي قواطع سيري
يزرع في دروب طريقي شتلات من الورد
هدايا لكل المحبين منه ومني
فيعبر بي دروب التخلي
كي يبصر قلبي بعينه كل التجلي
صورة أنا منه حين صنعني
مرٱة أنا أنعكس فيها بذاتي
أشاهد فيها تضاريس يومي وأمسي
تفاصيل جغرافيتي وتقلب طقسي
بواكير هجسي ووجدي
أغازل فيها نور صباحي وليلي
وأثمل منه في كل وقتي
سقاني كأس من الحب منه
كي أطوف بدنياي وحدي
سري أراه يرقص طرباً من سكره
فينتشي قلبي من تباريح وجدي
أراه حبي يشفق عليا مني
وحين يتصدع هيكلي المثقل بحالي
أحمل نعش دنياي بظهري
أسير نحو حتفي منتشياً بسري
فأراه شعاعاً من النور يسري بعقلي
وفيضاً يغشاني يشد أزري
فينعكس بصري الى داخلي
ويبدأ عروجي الى سدرة منتهاي
أشاهده شلالاً من النور يغسل شبحي
أراه يذيب لواعج نفسي
يدك جبال غفلاتي
يعصم شبحي من جنوني
ويسكن النور فيضاً بقلبي
وحين وجهت وجهي
رايت نوره يشع بقلبي
فيسجد قلبي له خاشعاً
يسجد عند مساقط النور
ثم أعود رويداً رويداً لعقلي
اسأله كيف يجرجرني لحتفي ؟
وكيف أضاع مني صبري
وحين ثملت ثانية بأوجاع دهري
ناديت يا صاح ليتك تدري
فنادتني روحي بصوت رخيم من داخلي
” بلى” أنت أيها العاشق تدري
من يوم ” ألست بربكم ” و أنت تدري
تدري،
تدري،
تدري،
- صنعاء يناير 2019