- غالب العاطفي
لا شأنَ لي بالجراحِ الآن يا سلوى
ولا بهذا الدَمِ الجاري بلا جَدوى
ولا بهذي البلادِ،
اللهُ يلعنُها
هذي التي أورثتني السلَّ والربوَ
ولا بحزني عليها،
وهي كافرةٌ بهِ،
وماضيةٌ في خبطِها العَشوَا..
لا شأنَ لي بضحاياها،
وأولُهم أنا،
ولكن قلبي يكرهُ الشكوى
لا شأنَ لي بغريقٍ خانَ قشَّتَهُ
لا شأنَ لي بسماءٍ أصبحت قَبوًا
ولا أفكرُ إلا فيكِ،
يا امرأةً تشكلت من رؤى الإلحادِ والتقوى
أحتاجُكِ الآنَ،
إن العمرَ حامضةٌ أيامُه دونَ أنثى تشبِهُ الحلوى
أحتاجُكِ الآنَ،
إن القلبَ جائعةٌ دقاتُهُ،
وهواكِ المنُّ والسَّلوى
أحتاجُ عينيكِ:
درويشانِ ما بَرِحا يُلقنانِ فؤادي سورةَ الإغوا..
أحتاجُ نهديكِ:
شلَّالَانِ من نغمٍ
يُهَذِّبانِ فمًا لا يُحسِنُ الشَّدوَ
أحتاجُ ضحكَتَكِ السمراء،
تعرجُ بي من حمأةِ الطين،
حتى جنَّةِ المَأوى
أحتاجُ قلبَكِ،
أغفو ساعةً،
فأنا من ألف عامٍ وجفني لم يذُق غفوًا
أحتاجُ كفيكِ،
أُلقِي فيهما تَعبي
فترجع الروحُ من عطريهما نَشوى
قالوا: لكلِّ جَوادٍ كبوةٌ.
وأنا لولاكِ كانت حياتي كلُّها كَبوًا.