- ماجد زايد
تتعاقب الأيام والأحداث سريعًا على الناس في صنعاء، ومعها تزداد تكاليف العيش وأسعار البقاء، إسطوانة الغاز زاد سعرها ضعفين هذا النهار، والكل مرغم على الصمت والسكوت..!
ثمن الكهرباء صار بعشرات الألاف يوميًا، وكل يوم يهددون بقطعها ومصادرتها، ربما ستمضي الأيام لتصبح حصرية على الأغنياء منا، والمياه بلغ سعرها فوق ما يتصوره الخيال، بعد أن أخذوا أبيارنا القديمة لتضخ مياهنا لمزارع إفتراضية لا نعرف عنها شيء..!
وايت الماء تجاوز سقفه عشرة الاف ريال، وماء السبيل لم يعد يأتي..!
رغيف الخبز صار صغيرًا جدًا وثمنه أكبر من حجمه بكثير، وأكياس الدقيق التي كانوا يقسمونها بين الناس إنقطعت وإختفت منذ أشهر، ومبالغ الإتصالات والأنترنت صارت جنونية ومرعبة ورصيدها ينتهي بسرعة فائقة تتجاوز البطئ السريع للخدمة المقدمة، والتعليم لم يعد في هذا المكان سوى التعليم التجاري، وثمنه يتجاوز المئتي الف ريال كأقل الأسعار، والصحة صار الموت فيها أرحم بكثير من الوقوع بوهم المحاولة والخوض في فكرة الدخول للعلاج..!
هذه المدينة الشاحبة لم تعد تشبهنا أو تشبه أحلامنا وخيالاتنا عنها، لقد جعلتنا غرباء عنها وعن أنفسنا وبيوتنا، لم تعد منا أبدًا، وفيها صارت الأيام خانقة ومخيفة ومزيفة، وفكرتها قاسية، وأضواءها الليلية فاحشة، ومن لازالوا يتفاءلون فيها سينتحرون بلا شك، ستنتهي أحلامهم في أروقة مظلمة، ودهاليز مخيفة، وستظل أيامهم القادمة تأتي بأقبح مما عرفوه فيها أو تفاؤلوا به عنها ذات يوم..
،