- محمد الشرجبي
إنني في المنتصف ياشمس
فلا أني بلغت مبلغًا أصدح فيه
ولا أني فشلت
بل ظللت معلقًا كالخفافيش
في المنتصف
آه آه
هل تعرفين معنى أن تكون في المنتصف؟
أي أن تكون بلا هوية
كالحبل الممدود إلى أسفل البئر
وقد انفك عن دلوه
أنت الدلو الذي بلغ مبتغاه
وأنا الحبل التائه
في المنتصف
أترنح بلا اسم أو كنية
لا أنا مسجي و لا أنا يقظ
هل يجتمع الحذر بالحب؟
أسأل
أنت حذرة
وأنا ثرثار
في ذلك الفندق الفخم التي كانت ثرياه تتدلى كالخفافيش فوق رؤوسنا، وكنت أنت بعينين متقدتين ونهم فاضح
كنتم تغنون
“ليلة لو باقي ليلة
بعمري أبيك الليلة”
لعبد الرب إدريس
كنتِ منفعلة حتى أنك كنت تتمايلين كغصن شجرة في ليل عاصف
فاتضح أن لديك خيال خصب
أذكر أنه تسلل رداؤك يمنة ويسرى ليكشف ما بينه
ليكشف عن جزر مفقودة
رغم كل هذا كانت طاقتك جديرة بأن تقذف بالجميع إلى الخارج لنكمل السهرة معًا
للأسف
أحببتك حينها
بل لسعني حبك كالثعبان الذي ضاجع والدة الإله آمون
هذه كل ذكرياتي معك
أو خلاصة ذكرياتي جمعاء
فلا ذكريات لمن لا حب له
وسط الجماهير
قادني شيء لأهمس في أذنيك
شمس!
أنا محمد
أنت أنتظرتني
وأنا أنتظرك
فلم الإنتظار بعد؟
كنتُ مخطئًا
وكنتِ حذرة
كنتُ أحاول أن أحبك بكل ذخيرتي
وكنتِ محايدة
ألا علمتك قصص الحب المحكية أن لا حياد في الحب؟
كلا
لا أنكر أنك أحببتني
لكن بصمت
وما أقبح الصمت في الحب
فجأة بعد حين
قلتِ لي
“محمد بالمعروف!”
فاعتبرتها إهانة
آه ياللتكنولوجيا اللعينة!
لم تمهلني، ولم أتمالك الصفعة
- الخصوصية و الأمان
- حظر وإبلاغ عن المستخدم
ثم خيبة الأمل الكبرى
أوصد العالم أبوابه بوجهي كأني مجرم
وأغلق الكون سماه
كأني فاسق
كلا حاولت
حاولت أن أستعيدك بعد ثوانٍ من طامتي
فلم أفلح
كانت قد غرقت سفينتنا في المحيط الثائر
وكان كل شيء قد لفظ أنفاسه الآخيرة
اليوم لم يتبقى شيء
أصبحتِ أمًا
و بقيتُ خائرٌ في المنتصف.
أفلا تعودي لتربطي دلوك.